مرور نابلبيون في غزة .. فصل لا يزال مجهولًا في تاريخ امبراطور فرنسا

09:55 ص ,03 مايو 2021

لا يزال عبور قائد الحملة الفرنسية نابوليون بونابرت إلى مدينة غزة فصلا مجهولًا في حملته المثيرة للجدل الى مصر والمشرق، رغم ذلك، ترك آثارا في الضمائر وعلى بعض جدران المدينة المحاصرة اسرائيليًا منذ ما يزيد عن 15 عامًا "غزة".

ففي شباط/فبراير 1799، اجتاز نابوليون الذي لم يكن قد أصبح امبراطورا بعد، على رأس آلاف الجنود الفرنسيين صحراء سيناء لاحتلال غزة حيث "أشجار الليمون والزيتون والأرض غير المستوية التي تُشبه تماما المشهد في لانغدوك" الواقعة جنوب فرنسا، وفق ما كتب المؤخرون لاحقًا.

من جانبهقال عالم الرياضيات إتيان لوي مالو الذي رافق الحملة في مذكراته إن "التلال التي تُحيط بغزة مكسوة بأشجار الزيتون"، مشيرا الى أن الفرنسيين استولوا على غزة دون أي مقاومة، قبل متابعة طريقهم الى يافا التي شهدت معارك دامية واجتاحها الطاعون، ثم وصلوا الى عكا، وعادوا أدراجهم.

لكن هناك أثر باقٍ للقائد نابليون في قصر الباشا وسط مدينة غزة، وهو قصر حجري صغير محاط بأشجار النخيل، وفيه غرفة يُقال إن بونابرت نام فيها "ثلاث ليال".

كما أن هناك
 سلم خارجي عريض يُؤدي الى الطابق الأول والوحيد من القصر، وفي أعلاه إلى اليسار غرفة من دون سرير.

ويؤكد مدير قسم التاريخ في الجامعة الإسلامية في غزة غسان وشاح أنه المكان الذي نام فيه قائد الحملة الفرنسية.

وقد تغير اسم القصر الذي بني في القرن الثالث عشر، قبل عدة سنوات، كان يحمل اسم نابوليون، لكن حكومة حماس التي تتبنى النهج الاسلامي قامت بتغييره في العام 2010 ليصبح اسمه الجديد "متحف قصر الباشا".

وقبل تفشي فيروس كورونا المستجد، كانت مجموعات من التلاميذ الفلسطينيين تزور القصر وغرفة نابوليون وتستمع الى شرح عن مرور من أصبح لاحقا امبراطور فرنسا، في الأراضي الفلسطينية.

ويُضيف وشاح "في البداية، كنا ندرّس أن الحملة العسكرية الفرنسية الى مصر فيها جانب علمي، وكان هذا الجانب إيجابيا، إذ كان يؤشر الى حملة عسكرية مختلفة عن غيرها".

إلا أن هذا الخطاب تغيّر مع مرور السنوات، مؤكدًا أن نابوليون "استخدم العلم لتبرير الاحتلال، وقد  كذب".

اقرأ ايضا: من "ريفيرا الشرق" إلى "منطقة الحرية".. عيون ترامب مازالت ترمق "غزة الجريحة"

ولفت المؤرخ وشاح، إلى أن الرجل "تسبّب بفوضى كبيرة في المنطقة"، وأن سكان غزة "يحتفظون بصورة قاتمة وسلبية عن كل الحملات العسكرية التي مرت بها بما فيها حملة نابليون".

جدير بالذكر أن متحف قصر الباشا، يعتبر من أهم المعالم السياحية العريقة والتاريخية في غزة وقد عملت حكومة حركة حماس على ترميمه وتطويره بهدف المحافظة عليه من الاندثار.

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2025

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com