عودة واشنطن للاتفاق النووي الإيراني: من يبدأ أولا ؟

12:19 ص ,20 فبراير 2021

 

تنشغل الأوساط السياسية الرسمية في واشنطن وأوروبا وإيران في تلك المرحلة، بضربة البداية في العودة المتوقعة للولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني، الذي انسحبت منه إبان إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

وجرت مباحثات بين وزراء خارجية كل من واشنطن وفرنسا وانجلترا وألمانيا، في الأيام الماضية، تناولت ملفات المنطقة وأبرزها الملف النووي الإيراني، وخلالها أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، استعداد واشنطن للتفاوض مع إيران حول هذا الأمر.

وذكرت وسائل إعلام وصحف ووكالات أنباء أمريكية أن الولايات المتّحدة قامت بثلاث خطوات تجاه إيران في محاولة لإحياء الاتفاق النووي، الذي أُبرم في العام 2015.

وقال مسؤول أمريكي، إن الأمر يتعلق باتخاذ إجراءات دبلوماسية لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا الوصول إلى هدف الرئيس جو بايدن إعادة بدء العمل بهذا الاتفاق.

ومن المقرر أن تشارك في المحادثات المرتقبة بخصوص عودة واشنطن إلى الاتفاب، كل من إيران والولايات المتحدة وألمانيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا، وهى الدول الموقعة على الاتفاق.

وأوضح المسؤول الأمريكي أن الأمر يتعلق بـ "الجلوس إلى طاولة مع إيران وفتح الطريق لمحاولة العودة إلى وضع تكون فيه الولايات المتحدة وإيران ممتثلتين مجددا للاتفاق النووي."

و ألغت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في رسالة وجهتها إلى مجلس الأمن الدولي، إعلانا أحاديا أصدره الرئيس السابق دونالد ترامب في سبتمبر الماضي، حول إعادة فرض عقوبات دولية على إيران.

وقال القائم بأعمال السفير الأمريكي في الأمم المتحدة ريتشارد ميلز، في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، إن العقوبات الدولية "التي رُفعت بموجب القرار 2231 الصادر في 2015 تبقى مرفوعة".

كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تخفيف القيود المفروضة على تنقلات الدبلوماسيين الإيرانيين لدى الأمم المتحدة، التي شددتها إدارة ترامب، حيث كانت هذه الإجراءات تفرض عليهم البقاء في شوارع قليلة حول مقر الأمم المتحدة.

وبعد القرار الأخير، سيُسمح لدبلوماسييها بالتنقل بحرية في نيويورك ومحيطها المباشر.

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أكد أن واشنطن ستواصل إقناع الدول بالعدول عن بيع أسلحة لإيران. وقال المتحدث في إفادة صحفية، "بغض النظر عن شكل عقوبات الأمم المتحدة على إيران، سنواصل استخدام سلطاتنا لإقناع الدول الأخرى بالعدول عن بيع أسلحة لإيران".

وفيما تنوي إيران تقليص إمكان وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى منشآت غير النووية، بما في ذلك مواقع عسكرية يشتبه بأنها تشهد نشاطا نوويا اعتبارا من يوم الأحد، يصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، غدا السبت إلى طهرن "لإيجاد حل مقبول من الطرفين".

وهددت طهران بالتخلي عن التزامات جديدة واردة في اتفاق 2015 ما لم ترفع الولايات المتحدة عقوباتها أحادية الجانب المفروضة منذ العام 2018 والتي تخنق الاقتصاد الإيراني.

ودعت أوروبا والولايات المتحدة طهران إلى تقييم "عواقب مثل هذا الإجراء الخطير خصوصا في هذه اللحظة التي تسنح فيها فرصة العودة إلى الدبلوماسية".

وقال مسؤول أمريكي إن رفضا محتملا من جانب إيران لمحادثات سباعية سيكون "مؤسفا ويتعارض" مع موقف طهران التي تؤكد أنها مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي إذا عادت الولايات المتحدة إليه.

واعترف هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته بأن عودة إيران والولايات المتحدة إلى التزام الاتفاق "لن تحدث إذا أملى طرف على آخر ما عليه القيام به".

وذكرت تقارير صحفية أن محور النقاشات داخل الإدارة الأميركية يتمثل في العودة إلى الاتفاق الأصلي أو السعي إلى صفقة أكبر تشمل قيودا على برنامج الصواريخ البالستية الإيراني.

وقال أشخاص مطلعون على المناقشات إن الاتفاقية المؤقتة لن تبدو بالضرورة مثل الاتفاقية الأصلية، إذ ربما تشمل تخفيف عقوبات محدودة على إيران، كالسماح بمبيعات النفط، مقابل وقف طهران لبعض التحركات التي قامت بها منذ انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق، مثل رفع تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 20 في المئة.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الولايات المتحدة ستنضم مجددا إلى الاتفاق النووي الإيراني الأصلي إذا استأنفت طهران الامتثال لشروط الاتفاق.

وأكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة ستقبل دعوة الاتحاد الأوروبي إلى عقد اجتماع للدول الخمس زائد واحد وإيران، إذا دعيت إلى هذا الاجتماع.

وقال أشخاص مطلعون على المناقشات إن كبار مسؤولي الأمن القومي ربما يكونون أكثر ميلا إلى السعي للتوصل إلى صفقة أشمل على الفور، بدلا من محاولة إحياء نسخة عام 2015

وأعلن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان مؤخرا، أن احتواء البرنامج النووي الإيراني يمثل "أولوية مبكرة حاسمة" للإدارة، مما يشير إلى الرغبة في حل هذا الملف.

في غضون ذلك، قال مصدر مطلع إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أبلغت إسرائيل مسبقا بنية الولايات المتحدة إعلان استعداداها للتفاوض مع إيران حول العودة للاتفاق النووي.

وبعدها أبلغ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بريطانيا وفرنسا وألمانيا بأن الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض مع إيران حول هذا الأمر.

وعلى الرغم من التوقعات الواسعة لعودة الطرفين إلى الصفقة، إلا أن السلطات الإيرانية وإدارة بايدن على خلاف بشأن من يتعين عليه أن يتحرك أولا لإنقاذ الاتفاق.

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2025

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com