عودة لسياسات الحرب الباردة.. أميركا تمنع موظفيها من العلاقات الجنسية والعاطفية مع الصينيين

11:55 ص ,04 ابريل 2025

واشنطن: محمد البديوي 
في ثمانينيات القرن الماضي، وطبقًا لوثائق رُفعت عنها السرية لوزارة الخارجية، مَنعت الحكومة الأميركية موظفيها في الصين والاتحاد السوفيتي آنذاك من إقامة علاقات جنسية أو مواعدة أو صداقة مع السكان المحليين، بعد أن أغوت جاسوسة سوفيتية جنديًا من مشاة البحرية الأميركية. وخُففت هذه القيود بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، غير أنه بعد 34 عاما، قررت الحكومة الأميركية من جديد منع موظفيها في الصين وعائلاتهم والمتعاقدين الحاصلين على تصاريحَ أمنية من إقامة أي علاقات عاطفية أو جنسية مع مواطنين صينييين، وذلك طبقًا لتوجيه سرّي جديد كشفت بعض تفاصيله وكالة أسوشيتد برس نقلاً عن 4 أشخاص، والتي أشارت إلى أن هذه السياسات بدأ تطبيقها في يناير/ كانون الثاني الماضي، خلال فترة الرئيس جو بايدن، قبل مغادرة السفير الأميركي نيكولاس بيرنز الصين بفترة وجيزة.

ويشير مصطلح  Non-fraternization عادةً إلى سياسات تمنع إقامة علاقات شخصية أو اجتماعية بين مجموعات معينة، ولم يسمع عنه منذ الحرب الباردة رغم وجود قواعدَ صارمة لدى بعض الوكالات بشأن العلاقات، إلا أنه كان مِن المألوف مواعدة دبلوماسيين أميركيين في دول أخرى والزواج منهم. وكانت نسخة سابقة أكثر تحديدا لهذا القرار في الصيف الماضي قد حظرت إقامة العلاقات الرومانسية والجنسية مع مواطنين صينيين يعملون كحرّاس وموظفي دعم في السفارة و5 قنصليات في الصين، غير أن القرار الذي اتخِذ في يناير الماضي وسّع نطاق السياسة إلى حظرٍ شامل مع أي مواطن صيني، ولفتت الوكالة إلى أن القرار اتخِذ بعد أن اتصل أعضاء بالكونغرس للتعبير عن قلقهم من أن القيود المفروضة على إقامة علاقات مع الصينيين ليست "صارمة بما يكفي".

وتشمل السياسة الأميركية الجديد بعثاتها في بكين والقنصليات في شانغهاي وشنيانغ ووهان وقوانغتشو، وإقيلم هونغ كونغ شبه المستقل، بينما لا تنطبق على الموظفين الأميركيين خارج الصين في أنحاء العالم، ويستثنسى مِن السياسات الجديدة مَن تربطهم علاقات سابقة الذين يمكنهم التقدم بطلب إعفاء  وحال رفضِه يمكنهم الاختيار بإنهاء العلاقة أو ترك وظائفهم، وحال مخالفة أي شخص للقرار الجديد سيؤمر بمغادرة فورية للصين.

وخلال الحرب الباردة استخدمت أجهزة الاستخبارات النساءَ والرجال للحصول على معلومات حساسة، وفرضت وزارة الخارجية ووكالات أخرى قيودا ومتطلبات صارمة للإبلاغ عن العلاقات الشخصية للموظفين الأميركيين هناك، وأيضا مع منافسين تعتبرهم الولايات المتحدة يمثلون تهديدا استخباراتيا كبيرا، مثل روسيا أو كوبا، وقبل هذا القرار كان الموظفون الأميركيون ملزمين بالإبلاغ عن أي تواصلٍ حميم مع مواطنين صينيين لرؤسائهم، لكن لم تكن هناك قرارات صريحة بمنع العلاقات الجنسية أو العاطفية. ولا يُعرف الكثير عن سياسة الحكومة الأميركية المتعلقة بـ"بعدم التآخي" في مختلف أنحاء العالم للسرية المتعلقة بها.

وطبقًا لوكالة أسوشيتد برس، يرى دبلوماسيون وخبراء استخبارات أميركية أن بكين تستخدم ما يطلق عليه "مصيدة العسل" (أي الإغواء) للوصول إلى الأسرار الأميركية، وأن الموظفين الأميركيين قبل إرسالهم للعمل في الصين يحصلون على عروض تقديمية تشمل حالات أَرسلت فيها أجهزة استخبارات صينية نساءً جاذبات لإغواء دبلوماسيين أميركيين، ويتلقون تحذيرات، وقال المحلل السابق في وكالة المخابرات الأميركية ورئيس مؤسسة جيمستاون البحثية بواشنطن، بيتر ماتيس، إن هناك حالتين على الأقل تم الإعلان عنهما أغوى فيهما عملاء صينيون دبلوماسيين أميركيين في الصين، لافتًا إلى أنه لم يسمح بمثل هذه الحالات في السنوات الأخيرة.

وعلى الجانب الآخر، أشار التقرير إلى أن الصين شددت ضوابطها الصارمة المفروضة على موظفيها في السنوات الأخيرة، ومنعت ترقية موظفي الخدمة المدنية الصينيين المتزوجين من جنسيات أجنبية، كما تمنع دبلوماسييها من قضاء فترات طويلة في بعض البلاد، كما تمنع وزارة الخارجية الصينية وهيئات حكومية أخرى مسؤوليها وموظفيها من إقامة علاقات جنسية وعاطفية مع أجانب.

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2025

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com