حَمَل مقتحمو مبنى "الكابيتول" في العاصمة الأمريكية واشنطن، في 6 يناير الجاري، الرئيس الأمريكية المنتهية ولايته دونالد ترامب، المسؤولية عن تلك الأحداث، التي قُتل فيها 5 أشخاص، بينهم ضابط، والتي جرت بالتزامن مع تصديق الكونغرس على نتائج انتخابات الرئاسة التي فاز فيها الديمقراطي جو بايدن.
يأتي ذلك في وقت كشفت وسائل إعلام أمريكية أن ضباطا حاليين وسابقين كانوا بين المتظاهرين أمام مبنى الكابيتول، في هذا اليوم، وهو الأمر الذي دفع جهات أمنية أمريكية إلى التحري عن الضباط الذين سيشاركون في تأمين مناصب تسلم بايدن السلطة بعد غد، خشية حدوث أي "هجوم داخلي".
وتتزامن تلك التطورات وسط جدل قانوني حول محاكمة ترامب من قبل مجلس الشيوخ، بتهمة التحريض على اقتحام الكابيتول، بعدما وافق مجلس النواب على تلك المحاكمة.
وقال مشاركون في عملية الاقتحام:"إنهم جاءوا إلى الكابيتول بعد دعوات ترامب، من خلال رسائله المتكررة التي تؤكد سرقة الانتخابات، وجهوده للضغط على الكونغرس لإلغاء النتيجة."
وقال رجل، لدى سؤاله من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، إنه وابن عمه بدآ مسيرة نحو مبنى الكابيتول؛ لأن "الرئيس ترامب قال أن يفعلوا ذلك"، فيما هتف الرجلان "أوقفوا السرقة"، قبل أن يشاركوا في اقتحام المبنى.
وفي مقطع فيديو لمجموعة من المشاغبين كانوا يتجولون بداخل مبنى الكابيتول، ظهر رجل يصرخ في وجه ضابط شرطة: "لقد تمت دعوتنا إلى هنا. تمت دعوتنا من قبل رئيس الولايات المتحدة".
كما قال رجل إطفاء متقاعد من ولاية بنسلفانيا اتُهم بإلقاء مطفأة حريق على ضباط الشرطة، إنه "تلقى تعليمات" للذهاب إلى مبنى الكابيتول من قبل الرئيس الأميركي.
في المقابل، ربط آخرين خلال إفادتهم لمكتب التحقيقات الفيدرالي أو المؤسسات الإخبارية الحادثة بـ "أوامر مباشرة من الرئيس صدرت في تجمع حاشد في ذلك اليوم".
وربما تكون تلك الشهادات دليل إدانة ضد ترامب في محاكمته في مجلس الشيوخ، خصوصا أن أحد الشهود الذي أخبر مكتب التحقيقات الفيدرالي أن مثيري الشغب كانوا يعتزمون قتل أي عضو في الكونغرس يواجهوه.
وكان ترامب دعا مؤيديه إلى التجمع بواشنطن 6 يناير، في محاولة أخيرة للضغط على الكونغرس من أجل عدم المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات. وحض ترامب في تغريدتين، أنصاره على المشاركة في التجمع، واصفا الانتخابات بأنها "أكبر عملية احتيال في تاريخ أمتنا"، وكتب: "أراكم في واشنطن في السادس من يناير. لا تفوتوا ذلك".
وطلب بعض المتورطين في عملية الاقتحام من ترامب أن يعفو عنهم قبل أن يغادر منصبه؛ لأنهم يعتقدون أنهم يتبعون تعليماته.
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن ما لا يقل عن 29 ضابطا حاليا وسابقا شاركوا في التظاهرات، وخضع 13 ضابطا للتحقيق لاحتمال مشاركتهم في أعمال الشغب بداخل مبنى الكابيتول، إضافة إلى 10 ضباط آخرين ينتمون لشرطة الكونغرس ساعدوا بعض المتظاهرين باقتحام المبنى الفيدرالي، ما يمثل ضربة قوية لسمعة إنفاذ القانون، حيث شعر بعض الأميركيون بالخيانة، وسط قلق في أوساط الشرطة بشأن مصداقية مهنتهم برمتها.
وقالت الصحيفة إن أعداد الضباط الذين يخضعون للتحقيق بتهمة المشاركة في أعمال الشغب قابلة للزيادة، مع استمرار المحققين في مراجعة اللقطات والسجلات لتحديد المشاركين في عملية اقتحام الكابيتول.
كان ضابط شرطة الكابيتول، برايان دي سيكنيك، من بين الأشخاص الخمسة الذين لقوا حتفهم نتيجة لأعمال الشغب، فيما أصيب العشرات من ضباط الشرطة الآخرين نتيجة الحادثة التي لاقت حملة تنديدات واسعة في الولايات المتحدة وخارجها.
وربما دفعت تلك الحقائق والمعلومات الجديدة، وكالات مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) إلى التحقق من جميع عناصر الحرس الوطني للتأكد من أنهم لا يمثلون مخاطر أمنية خلال مراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
وقال الجنرال دانيال هوكانسون، رئيس مكتب الحرس الوطني، إنه بالتنسيق مع أجهزة الاستخبارات والإف بي آي يتم التحقق من جميع الموظفين القادمين، في إشارة إلى عناصر الحرس الوطني التي أتت من خارج العاصمة لتأمين مراسم تنصيب بايدن.
اقرأ ايضا: من "ريفيرا الشرق" إلى "منطقة الحرية".. عيون ترامب مازالت ترمق "غزة الجريحة"
وتشهد واشنطن إجراءات أمنية غير مسبوقة، حيث أقيمت حواجز أمنية وأسلاك شائكة، فيما تمت حشد نحو 25 ألف عنصر من الحرس الوطني للانتشار في العاصمة.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com