بعد انسحاب قطر من الوساطة.. "خيارات محدودة" أمام قادة "حماس" في الخارج

مشاركة
قادة حماس قادة حماس
حياة واشنطن-وكالات 10:57 ص، 10 نوفمبر 2024

أكد مصدر مسؤول في حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، اليوم الأحد، أن الحركة لم تتلقَّ طلباً من قطر بمغادرة الدوحة، بخلاف تقارير متعددة حول ذلك، لكنه لفت إلى أن الحركة أُحيطت علماً بوجود طلب أميركي فقط.

المصدر قال كذلك إن الحركة أُحيطت علماً بوجود طلب أميركي وضغوط متصاعدة بشأن إخراجها من قطر، لكن الحكومة القطرية لم تطلب أي شيء من قادة الحركة. وتابع المصدر - في معرض تصريحاته لصحيفة "الشرق الأوسط" - : "تكرر هذا الأمر مرات عدة (في السابق)، ويبدو أن هذا نوع من الضغوط الأميركية من أجل إجبار الحركة على التنازل في مفاوضات وقف النار المتعثرة في غزة".

اقرأ ايضا: قتلى وجرحى شمالي إسرائيل بعد إطلاق مقذوفات من "حزب الله"

وفي السياق، قال مصدر دبلوماسي - بحسب وكالة الصحافة الفرنسية - إن قطر انسحبت من دور الوسيط الرئيسي في التوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة والإفراج عن الرهائن، وأبلغت "حماس" بأن مكتبها في الدوحة "لم يعد يخدم الغرض منه".

وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته: "أبلغ القطريون الإسرائيليين وحماس أنه طالما كان هناك رفض للتفاوض على اتفاق بحسن نية، فلن يتمكنوا من الاستمرار في الوساطة. ونتيجة لذلك، لم يعد المكتب السياسي لحماس يخدم الغرض منه".

وفي نهاية الأسبوع الماضي، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية ووكالات أنباء عالمية بأن قطر أبلغت قادة "حماس" بأنهم لم يعودوا موضع ترحيب. 

وقالت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (كان)، إنه تم إبلاغ القادة الفلسطينيين بهذا القرار "في الأيام الأخيرة"، فيما أكدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الطلب الأميركي، ونقلت عن مسؤولين كبار في إدارة الرئيس جو بايدن أن قطر أبلغت "حماس" بأن عليها إغلاق مكتبها في الدوحة.

ونقلت الصحيفة العبرية، عن مسؤول أميركي قوله: "إن إعدام (حماس) للرهينة الأميركي - الإسرائيلي، هيرش غولدبرغ بولين، مع 5 رهائن آخرين في أواخر أغسطس (آب)، ورفضها لاحقاً مقترحات وقف إطلاق النار، هما ما دفعا الإدارة إلى تغيير نهجها بشأن استمرار وجود الحركة في الدوحة".

وأوضح: "أن ذلك الوجود لم يعد مفيداً أو مقبولاً"، مضيفاً أن القرار الأميركي تزامن أيضاً مع رفع السرية عن لوائح اتهام ضد مسؤولين في حماس، بمن في ذلك أحد كبار قادتها، خالد مشعل، المعروف بأنه يقيم في الدوحة. 

وفي السياق، قال مسؤول ثانٍ في الإدارة الأميركية للصحيفة إنه "بعد رفض المقترحات المتكررة للإفراج عن الرهائن، لم يعد من المقبول أن يكون قادتها موضع ترحيب في عواصم أي شريك للولايات المتحدة".

ولم تُظهر "حماس" أي علامات على التراجع عن موقفها في المفاوضات، بل أصرت على شروط تضمن فعلياً قدرتها على البقاء في السلطة في غزة، وهو شيء لن تقبله الولايات المتحدة وإسرائيل على الإطلاق، بحسب المسؤول الأميركي. 

وتابع: "الولايات المتحدة طلبت من قطر قبل أسبوعين طرد (حماس)"، مضيفاً أن "الدوحة وافقت، وأرسلت الإشعار للحركة في نحو 28 أكتوبر الماضي".

وأضاف المسؤول الأميركي أن التفاصيل المتعلقة بالموعد الفعلي لطرد مسؤولي "حماس"، والمكان الذي سيُطلب منهم الذهاب إليه لا تزال قيد البحث. 

وتم في الماضي ذكر تركيا وإيران وعُمان ولبنان والجزائر وجهات محتملة لقادة "حماس"، لكن هناك مشكلات في كل منها، بالنسبة للولايات المتحدة ولحركة "حماس" أيضاً. 

إذاعة "كان" الإسرائيلية، قالت يوم أمس السبت، إن مجلس الشيوخ الأميركي وجه مجموعة مطالب عبر أعضاء بارزين فيه إلى وكالات حكومية أميركية، تتضمن دعوات لتسليم خالد مشعل، القيادي البارز في "حماس"، إلى الولايات المتحدة، وتجميد أصول مسؤولين من الحركة مقيمين في قطر.

ووفقاً للقناة العبرية، فقد تضمنت المطالب اتهاماً لـ"حماس" بأنها استغلت وجودها في قطر للتنسيق مع جهات إيرانية، وأن هذا الوجود لم يسهم في إنجاز أي مفاوضات مثمرة. 

وشدد بيان مجلس الشيوخ على ضرورة إبلاغ قطر بأن وجود قادة "حماس" على أراضيها لا يتماشى مع العلاقات الأميركية - القطرية، فضلاً عن أن قادة "حماس" لن يكونوا موضع ترحيب في عواصم الشركاء المقربين للولايات المتحدة.

وأكد مسؤول أميركي لوكالة "رويترز" أن الولايات المتحدة أبلغت قطر بأن وجود حركة "حماس" في الدوحة لم يعد مقبولاً، وأن قطر قدمت هذا الطلب لقادة "حماس" قبل نحو 10 أيام. 

كذلك قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن قطر وافقت في الأسابيع الأخيرة على طرد "حماس". 

الضغط الجديد على "حماس"، جاء في وقت حرج بالنسبة إلى الحركة التي فقدت، الشهر الماضي، رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار الذي يعد قائد الحرب الحالية، وذلك بعد أقل من شهرين على فقدان إسماعيل هنية قائد الحركة السابق الذي اغتيل في طهران.

وحتى اليوم، لم تنتخب "حماس" رئيساً للمكتب السياسي خلفاً للسنوار وهي تدير أمرها بشكل جماعي، لكن مصادر أكدت أن الحركة تتجه إلى اختيار خليل الحية رئيس قطاع غزة، رئيساً للمكتب السياسي العام. 

وكشفت مصادر من داخل "حماس" عن أن الحركة ستختار خليل الحية في حال تهيأت لها الظروف من جديد لاختيار شخصية جديدة لرئاسة المكتب السياسي لها.

اقرأ ايضا: "حان الوقت لإنهاء حرب غزة".. إسرائيل تتطلع لصفقة مع "حماس"

ويشغل الحية حالياً منصب رئيس الحركة بغزة، ويتولى مهاماً حيوية وكبيرة داخل قيادة "حماس"، منها قيادة فريق التفاوض بشأن وقف إطلاق النار بغزة، وكذلك ملف التواصل مع حركة "فتح" بشأن مستقبل قطاع غزة.