حذرت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، من خطورة انتشار مرض "السكابيوس" (الجرب) والذي يعتبر من أخطر الأمراض الجلدية التي تصيب المعتقلين في سجون الاحتلال ويعرض حياتهم للخطر وهذا ما دفع إدارة سجون الاحتلال إلى اتباع إجراءات صارمة وإغلاق بوابة الزيارات أمام المحاميين نتيجة هذا المرض.
وفي هذا الصدد، أعربت الهيئة - في بيان لها اليوم الخميس - عن قلقها لوصول هذا المرض لغرف المعتقلين الأشبال (القُصر) في سجن عوفر، الذي يعاني أقسامه من اكتظاظ كبير بعدد الأسرى؛ الأمر الذي ساعد على انتشار المرض بينهم بشكل كبير وسريع، فسرعان ما أصبحت تظهر أعراضه على أجسادهم بشكل مزعج، حيث الحبوب والدمامل وإحمرار الجلد الذي يمنعهم من النوم بسبب الحكة والألم.
اقرأ ايضا: عائلات الأسرى الإسرائيليين: حكومة نتنياهو تضلل ترامب للتهرب من صفقة تبادل
وحملت منظمة الصحة العالمية، إسرائيل المسؤولية اتجاه كافة المعتقلين وتحديداً القصر منهم، إذ أن قلة النظافة والحرمان من امتلاك المنظفات والمعقمات والاغتسال خلال وقت قصير جداً وعدم توفر الملابس والأغطية، يجعل من أجسادهم بيئة خصبة لانتشار مثل هذه الأمراض حيث لا يوجد هناك أي رعاية صحية، ولا يتم التعامل مع الحالات المرضية بجدية، وما يقدم لهم بعض المسكنات الروتينية، التي لا غرض لها سوى تهيئة البيئة المناسبة لهذه الأمراض للنمو والانتشار، وزيادة الأوجاع والآلام، التي أصبحت ترافق الأسرى على مدار الساعة.
وأوضحت الهيئة أن الظروف الحياتية والصحية في سجن عوفر لا زالت معقدة، وأن العقوبات متواصلة ومتصاعدة، فسياسات الضرب والتجويع والحرمان تفتك بأجسادهم إذ يتم التركيز بشكل كبير على استهداف الوضع النفسي للأسرى وتحطيم محتواهم الداخلي، وذلك من خلال الإهانات الجسدية واللفظية التي تصدر من قبل إدارة وشرطة السجون، فالضرب والسب والشتم تحول لروتين ثابت، إلى جانب إجبار الأسرى على الجلوس بوضعيات معينة خلال إجراء العدد، حيث يجبروا على الركوع على الأرض وأيديهم على رؤوسهم ووجوههم نحو الحائط، و يفرض عليهم السير على خطوط مرسومة على الأرض خلال الخروج للفورة والتحرك فيها.
وأشارت الهيئة إلى أن معتقل عوفر يضم غالبية الأسرى القصر، اذ يبلغ عددهم 150 معتقلا من أصل 260 آخرين، ولا يتم التعامل معهم بأي خصوصية، نظراً لأعمارهم الصغيرة وأجسادهم النحيلة، بل على العكس يستغل ذلك في الانتقام منهم وزيادة معاناتهم.
اقرأ ايضا: للمرة الأولى.. "حزب الله" يستهدف مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية
ولفتت إلى أن غالبية هؤلاء الأسرى لديهم ظروف صحية صعبة وبحاحة للعلاج والأدوية، ولكن إدارة السجن ترفض أن تقدم لهم ذلك، وتتركهم فريسة للمرض.