تناولت صحف ووسائل إعلام عبرية، اليوم الخميس، تحليلات ورؤى لخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي أمس الأربعاء.
إذ وصفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، ما جرى بأنه "انتصار أجوف لنتنياهو، لا علاقة له بواقع الحرب ووضع إسرائيل فيها".
اقرأ ايضا: "متى يستيقظ الإسرائيليون؟".. جندي عائد من غزة يروي "ممارسات مرعبة" للجيش بحق الفلسطينيين
وقالت الصحيفة العبرية: " استمر الخطاب 52 دقيقة، ولم يكن هناك أي تفاصيل، ولا حتى أدنى تلميح، حول كيفية خططه إخراج إسرائيل من المأزق الذي وقعت فيه".
وأضافت: "ربما يكون نتنياهو قد حصل على 52 تصفيقًا حارًا من الجمهور المتحمس ذي الأغلبية الجمهورية، لكن خطابه الذي أثار إعجاب من تصفهم بالسكان الأصليين في واشنطن لم يقدم شيئًا للإسرائيليين الذين يشاهدونه".
فيما اعتبر موقع "أكسيوس" الأمريكي أن نتنياهو حاول استخدام الخطاب لإعادة تأكيد قيادته في إسرائيل، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن أكثر من 70 بالمئة يريدون استقالته، مشيرًا إلى أن خطاب نتنياهو جاء في "لحظة حرجة" من المفاوضات حول اتفاق رهينة غزة ووقف إطلاق النار، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بالكاد ذكر هذه القضية.
من جانبه، وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، كلمة نتنياهو بأنها عبارة عن وصمة "عار".
وقال عبر حسابه على منصة "إكس": "يا للعار! ساعة كاملة من الخطاب دون أن يقول الجملة الأهم: ستكون هناك صفقة لإعادة المختطفين".
وبحسب الإعلام العبري، خصص نتنياهو النصف الأول من خطابه لقصص عما وصفه ببطولة الجنود الإسرائيليين في 7 أكتوبر/تشرين الأول وتفاصيل مصورة عن مزاعم بشأن وحشية "حماس" في ذلك اليوم.
ولكن لم يتحدث عن كيفية انهيار المفاهيم الاستراتيجية في هذا اليوم بعدما ظلَّ رئيسًا للوزراء لمدة 15 عامًا، ولا شيء عن الإخفاقات التي أتاحت لحماس الحصول على أسرى حسب رغبتها، أو عن رفضه تشكيل لجنة تحقيق.
وتحدث عما وصفه بمحنة الرهينة السابقة نوعا أرغاماني، التي وقفت هناك بشكل غير مرتاحة بين الحضور بينما أمسكت سارة نتنياهو بإحدى ذراعيها وربتتها باليد الأخرى.
وعلى بعد مقعدين وقف الابن المبذر يائير، في رحلة ليوم واحد من منفاه الفخم المدعوم من دافعي الضرائب الإسرائيليين في ميامي، إنه إسرائيلي يبلغ من العمر 33 عاماً، ليس لديه أي شيء مشترك مع الجنود الذين تم إحضارهم لتجميل واجهة خطاب والده.
هآرتس الإسرائيلية تقول أيضًا: "لقد كان خطابًا كتبه نتنياهو في كل مكان. إذ يضم كل الكليشيهات القديمة التي استخدمها مرات عديدة، والنكتة التنظيمية العرجاء (نصيحة حصل عليها ذات مرة من المذيع الأمريكي لاري كينج وهو يلتزم بها)".
لكنه كان خطابًا حول واقع ينفصل عنه نتنياهو بشكل غير عادي، وبينما كان التصفيق حارًا من قبل الجمهوريين فإن عددًا كبيرًا من المشرعين الديمقراطيين قاطع الخطاب بينما كانت هناك احتجاجات خارج مبنى الكابيتول.
وتابعت: "المفارقة أن شرطة الكابيتول أجبرت سبعة أفراد من عائلات الأسرى الإسرائيليين على المغادرة. ومما زاد هذا الإذلال حقيقة أن نتنياهو لم يكن لديه أي شيء لهم سوى وعد فارغ بأن (الجهود تبذل الآن) لتحرير أحبائهم".
وتعلق الصحيفة العبرية بالقول: "لقد سمعوا تلك الوعود منذ ما يقرب من 10 أشهر وهم يعرفون الحقيقة. نتنياهو عارض اتفاق إطلاق سراح الرهائن الأول في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 وتصدى لضغوط الرئيس جو بايدن لتحقيق ذلك، وأنه أمضى الأشهر القليلة الماضية، تحت ضغط من شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، لتأخير ومنع صفقة أخرى".
ولفتت إلى أن نتنياهو وقبل الخطاب أبلغ الوفد المرافق له أنه سيقدم "رؤية" لمستقبل غزة والمنطقة لكنه في النهاية، كانت تلك الرؤية تتألف من غزة "منزوعة السلاح والتطرف".
وضغط المسؤولون الأمريكيون مراراً على نتنياهو لتقديم خطة "اليوم التالي" لغزة، ورد نتنياهو قائلاً إن إسرائيل لن تسمح لحماس بالعودة إلى السلطة لكنها لن تقبل أيضًا أن يكون للسلطةِ الفلسطينية دور في غزة.
وخلال الخطاب طرح نتنياهو شعارات حول "تحالف أبراهام" بين إسرائيل وبعض الدول العربية، لكنه نسي مرةً أخرى أن يذكر ائتلافه، الذي لن يسمح له حتى بالتفوه عن عبارة "حل الدولتين" التي هي الشرط الأول لهذا التحالف.
اقرأ ايضا: حماس: لا صفقة أسرى إلا بعد انتهاء الحرب على غزة
واختتمت هآرتس: "بالنسبة لنتنياهو، كان ذلك الخطاب انتصارًا. لقد كان يوماً حصل فيه على كل ما يعني أي شيء بالنسبة له. لكن الإسرائيليين لم يحصلوا على شيء".