"رغم انتهاكاتها الجسيمة".. بايدن لن يفرض عقوبات على وحدات إسرائيلية

مشاركة
قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في غزة قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في غزة
حياة واشنطن-وكالات 12:14 م، 26 ابريل 2024

في وقت تشتعل فيه الجامعات الأمريكية غضبًا من سياسة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تجاه إسرائيل وتعاملها مع العدوان المتواصل على قطاع غزة، وعلى الرغم من انتقاد بعض مسؤوليه لتصرفات 3 وحدات عسكرية في جيش الاحتلال، على رأسها وحدة "نتساح يهودا"، إلا أن بايدن لن يفرض أي عقوبات.

ووفقًا لما أفادت شبكة ABC News، اليوم الجمعة، فإن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بعث برسالة إلى رئيس مجلس النواب مايك جونسون، تفيد بعدم فرض عقوبات على الوحدات الإسرائيلية الثلاثة.

اقرأ ايضا: "كتائب القسام" تعلن القضاء على قوة إسرائيلية راجلة بالكامل

وبينت الرسالة "غير المؤرخة" أن تقييم إدارة الرئيس بايدن، توصل بالفعل إلى ارتكاب ثلاث كتائب عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي و2 مدنية "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان" ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية قبل تفجر الحرب حتى في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، لكنها ستظل مؤهلة للحصول على المساعدات العسكرية الأمريكية بغض النظر عن الخطوات التي زعمت إسرائيل أنها ستتخذها لمعالجة المشكلة والتحقيق في الموضوع.

ونقلت ABC News عن شخص مطلع على تلك المسألة قوله إن الولايات المتحدة وإسرائيل لديهما اتفاقية خاصة تفرض على واشنطن التشاور مع تل أبيب قبل اتخاذ أي قرارات عقابية بحق قوات إسرائيلية.

بدورها، ذكرت مصادر أمريكية مطلعة أن وزارة الخارجية تعتزم تعليق فرض عقوبات على كتيبة "نتساح يهودا" بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان في الضفة، وتقوم بمراجعة القضية على ضوء المعلومات التي قدمتها إسرائيل خلال الأيام الماضية، حسب ما نقل موقع "أكسيوس".

وفي السياق، كشف مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون أن مكالمات عدة جرت خلال الأيام الأخيرة، بين محاميي الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية الإسرائيلية ومسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، شاركت خلالها إسرائيل معلومات جديدة حول "نتساح يهودا".

وقال مسؤول أمريكي كبير إن موقف بلينكن بشأن ارتكاب "نتساح يهودا" انتهاكات جسيمة لم يتغير، لكن عملية التشاور مع الجانب الإسرائيلي بشأن تلك القضية لا تزال مستمرة من أجل فحص ما إذا كان سيتخذ خطوات لمعالجة هذا الأمر.

ومن المرجح أن يثير هذا القرار عند إعلانه رسميًا، غضب منتقدي إدارة بايدن الذين يرون أن واشنطن لم تبذل ما يكفي لمحاسبة إسرائيل على "عملياتها العسكرية في غزة" كما تصفها، لاسيما أن الحرب خلفت حتى الآن أكثر من 34 ألف شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء.

غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال متشبثًا باقتحام مدينة رفح جنوب القطاع، التي تؤوي أكثر من مليوني نازح فلسطيني تقطعت بهم كافة السبل.

ونقل موقع "أكسيوس"، الأسبوع الماضي، عن مسؤول إسرائيلي قوله إن عقوبات أمريكية مرتقبة قد تطال نحو 3 وحدات عسكرية إسرائيلية، وتحظر على عناصرها بالتالي من الخضوع لأي تدريبات عسكرية أمريكية أو تلقي مساعدات.

جاء ذلك بعدما كشفت مؤسسة (برو بابليكا) المتخصصة في التحقيقات الاستقصائية الصحفية الأسبوع الماضي أن لجنة خاصة تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية تعرف باسم لجنة ليهي للتدقيق قدمت توصية لبلينكن قبل أشهر بعدم أهلية عدة وحدات بالجيش والشرطة الإسرائيليين لتلقي مساعدات أمريكية بسبب اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان.

وأفادت المؤسسة بأن الحوادث التي تتعلق بهذه الاتهامات وقعت في الضفة الغربية ومعظمها قبل بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر الماضي.

وقبل حرب غزة، كان العنف يتصاعد بالفعل في الضفة الغربية لكن زادت حدته منذ بدء الحرب مع شن إسرائيل مداهمات بشكل متكرر ومهاجمة المستوطنين للقرى الفلسطينية.

يذكر أن قائد وحدة نتساح يهودا كان وبخ في 2022 كما فُصل ضابطان بسبب وفاة أميركي مسن من أصل فلسطيني كان جنود الوحدة قد اعتقلوه في الضفة الغربية، في واقعة أثارت قلق واشنطن.

كما وقعت عدة حوادث أخرى في السنوات القليلة الماضية، بعضها أظهرته مقاطع مصورة، واتُهم جنود تلك الوحدة بسببها بإساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين.

ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، وذلك للشهر السادس على التوالي، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 34 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.

وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.

اقرأ ايضا: اغتيال المتحدث باسم "حزب الله" في غارة إسرائيلية على بيروت

وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.