علق الصحفي البريطاني، ديفيد هيرست، رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي"، على الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل، مبديًا استغرابه من أنه وللمرة الأولى "يقاتل جيش عربي إلى جانب إسرائيل".
يذكر أن إيران أطلقت نحو 200 صاروخ ومسيرة تجاه إسرائيل ردًا على استهداف قنصليتها بدمشق، إلا أن الأردن شارك بشكل علني في صد الهجمات الإيرانية الأولى من نوعها على الاحتلال الإسرائيلي، فيما ذكرت صحف إسرائيلية أن عمّان سمحت لتل أبيب باستخدام أجوائها أيضًا في صد الصواريخ والمسيرات الإيرانية.
اقرأ ايضا: الجيش اللبناني يعلن مقتل عسكري وإصابة آخر جراء استهداف إسرائيلي
وفي مقاله بموقع "ميدل إيست آي"، قال هيرست: "الشيء الأكثر غباء الذي فعلته مصادر أمنية إسرائيلية يوم الأحد، هو التبجح علنًا بشأن التعاون الذي حصلت عليه من سلاح الجو الأردني الذي ساعدها على إسقاط الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز".
ولفت إلى تفاخر مصادر إسرائيلية بأنه تم اعتراض صواريخ متجهة إلى القدس على الجانب الأردني من غور الأردن، وأخرى بالقرب من الحدود السورية.
وأضاف هيرست: "الرسالة التي أرادت إسرائيل إيصالها هي أنه على الرغم من الأمر الظاهر، فإن لإسرائيل حلفاء في المنطقة مستعدون للدفاع عنها".
وتابع: "لكن هذه لعبة حمقاء إذا أرادت إسرائيل الحفاظ على النظام الملكي الأردني الضعيف، ومحاربة تيار الرأي العام الراغب في اقتحام الحدود".
وواصل: "ربما كان الأردن ذا وجهين في الماضي، وقد قام الملك حسين بتمرير معلومات استخباراتية إلى صديقه الذي يدخن السيجار، رئيس الوزراء السابق الراحل إسحاق رابين".
وقال: "لكن هذه هي المرة الأولى التي أتذكر فيها أن الجيش الأردني، الذي لا يزال يحمل اسمه الأصلي منذ وقت التحرير من الإمبراطورية العثمانية باسم (الجيش العربي)، انضم بالفعل إلى القتال لحماية حدود إسرائيل، وهذا خطأ كبير".
وتحدث هيرست عن التباين في الموقفين الشعبي والرسمي، قائلًا إنه "وبينما كان سكان الأردن، سواء من الفلسطينيين أو الأردنيين من الضفة الشرقية، يهتفون لتلك الصواريخ ويتمنون وصولها لأهدافها، قام الجيش الأردني بإسقاطها نيابة عن إسرائيل".
وقال هيرست: "إسرائيل لا تقيم علاقات إلا مع القادة العرب الذين يتحدون إرادة شعوبهم ويفرضون عليها حكمهم الفاسد. قد يمنح التحرك الأردني يوم السبت نجاحًا على المدى القصير لإسرائيل، لكنه على المدى الطويل يسبب مشاكل على طول حدود إسرائيل".
وخلص هيرست إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ربما يحتفل بحقيقة أن لديه حلفاء حقيقيين، "لكنه بذلك يقوض شرعية أصدقائه بشكل قاتل".
(الأردن يستدعي سفير إيران)
جدير بالذكر أن نائب رئيس الوزراء وزير خارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، أعلن مساء الأحد، عن استدعاء الوزارة، السفير الإيراني في عمان.
وخلال مقابلة إعلامية، قال الصفدي، إن الوزارة أوصلت للسفير رسالة بضرورة أن تتوقف الإساءات والتشكيك بمواقف الأردن.
وأضاف أن الأردن لن يسمح لأي كان بأن يعرض أمن الأردن والأردنيين للخطر، قائلًا: "إذا كان الخطر من إسرائيل سيقوم الأردن بنفس الإجراء الذي قام به؛ حيث إن موقف الأردن واضح وصريح".
وتابع: "إيران ردت على الهجوم الإسرائيلي الذي كان استهدف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، حيث إن إيران شنت هجومًا بمسيرات وصواريخ على إسرائيل في تصعيد كنا قد حذرنا منه منذ بداية الحرب على قطاع غزة".
وأشار إلى أن استمرار الحرب على غزة سيدفع باتجاه توسعة الحرب وسيدفع باتجاه المزيد من التوتر في الإقليم وسيقود إلى حرب إقليمية.
ولفت إلى أن "التحدي الآن هو أن نحول دون المزيد من التصعيد وعبء ذلك يقع على إسرائيل، وشرارة التصعيد هو الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية، الآن ماذا تفعل إسرائيل سيحدد إذا كان سيكون هنالك المزيد من التصعيد أو سيكون هنالك خفض للتصعيد".
وأوضح أن الجميع يريد خفض التصعيد، لكن الجميع يعلم أن الطريقة الوحيدة لخفض التصعيد هو وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ووقف كل إجراءاتها التي تدفع المنطقة باتجاه هاوية الحرب الإقليمية.
كما لفت إلى أن الأردن حذر مرارًا من أن تزايد الضغط على إسرائيل وتغير الرأي العام الدولي إزاء ما تقوم به من عدوان على غزة، حيث يدفع ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البحث عن مخرج لتشتيت النظر عما يجري في غزة.
وحذر الأردن من أن نتنياهو سيحاول أن يفتعل مواجهة مع إيران ليجر الولايات المتحدة وربما الغرب كله إلى حرب إقليمية، حيث سيذهب التركيز باتجاه إيران، ويعيد حشد موقف دولي داعم لإسرائيل ضد إيران، وينسى العالم غزة.
ونوه الصفدي، إلى أن تركيز الأردن هو الاستمرار بجهوده على التوضيح للمجتمع الدولي كله أن أساس التوتر وأن سبب التوتر هو ما تقوم به إسرائيل من عدوان على غزة، إضافة إلى كل الإجراءات الأخرى التي قتلت فرص تحقيق السلام.
وكشف أن "تركيز المجتمع الدولي اليوم كان على المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، ولم تذكر غزة اليوم في نشرات الأخبار في كل المحطات الدولية، معتبرا ذلك خطر يجب التصدي له".
وأكد الصفدي أن الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني ودول شقيقة قاموا بجهود غير منقطعة من أجل تعرية الرواية الإسرائيلية حول ما يجري في قطاع غزة، وحشد موقف دولي يطالب بوقف العدوان ووقف كل الممارسات اللاشرعية وكل خروقات القانون الدولي الذي تقوم به في غزة".
اقرأ ايضا: عمدة أمستردام ترفض وصف هجوم المشجعين "بالمذبحة".. وإسرائيل تستشيط غضبًا
وقال: "أمامنا تحدي جديد وهو كيف نعيد التركيز مرة أخرى على غزة، نعيد التركيز على سبب الصراع، نعيد التركيز على إنهاء العدوان حتى لا ينجح نتنياهو المدفوع بعقائدية إلغائية بالنسبة للفلسطينيين، والمدفوع بطموحاته الشخصية لإدامة الحرب حتى يحول دون مواجهة تبعات سياساته وإجراءاته".