على خطى جنوب أفريقيا.. أيرلندا تنوي التدخل في قضية "إبادة غزة" ضد إسرائيل

مشاركة
آثار القصف الإسرائيلي على غزة آثار القصف الإسرائيلي على غزة
دبلن-حياة واشنطن 01:26 م، 27 مارس 2024

كشف وزير الخارجية الأيرلندي، مايكل مارتن، نيتة حكومة بلاده التدخل في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، متهمة إياها بارتكاب "إبادة جماعية" خلال حربها على قطاع غزة.

وقال مارتن - في حديثه أمام اجتماع مجلس الوزراء بحسب موقع "RTE" الأيرلندي - إن وزارة الخارجية راضية عن العمل القانوني الذي تم إنجازه.

اقرأ ايضا: حماس: لا صفقة أسرى إلا بعد انتهاء الحرب على غزة

وتطرق مارتن إلى الوضع في غزة، واصفًا إياه بأنه "كارثة إنسانية"، قائلًا إن الحرب تقتل "عددًا لا يصدق" من الناس، والصراع يتحول إلى مجاعة بسبب "حجب" المساعدات الإنسانية.

وفي حال وافقت الحكومة على ذلك، فسيتم تقديمه إلى المحكمة في لاهاي للقضية المرفوعة ضد إسرائيل بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، ولكن ليس من الواضح بعد ما هي النقاط القانونية التي سترد عليها أيرلندا لتدخلها.

وتتعرض الحكومة لضغوط مستمرة من المعارضة للتدخل في هذه القضية، وقال مارتن سابقًا إن الحكومة ستنظر بقوة في التدخل، لكنه أوضح أن هناك حاجة إلى تحليل قانوني مفصل.

وأعلن وزير الخارجية - هذا الأسبوع في منشور عبر حسابه على منصة "إكس" - أن "استخدام التجويع سلاحًا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي". 

واعتبر منع إسرائيل لوصول مساعدات "أونروا" إلى شمال قطاع غزة "انتهاك أخلاقي وأمر غير مقبول على الإطلاق".

ويشهد الشارع الأيرلندي حراكًا واسعًا ضد حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة، إذ تخرج العديد من التظاهرات الدورية في مختلف المدن والبلدات الأيرلنديّة تضامنًا مع غزّة.

وأحدثت كلمة رئيس الوزراء الأيرلندي السابق، ليو فارادكار، الذي استقال مؤخرًا، صدى كبيرًا، حيث أشار فيها إلى أن سبب تعاطف الأيرلنديين مع الشعب الفلسطيني هو أن "أهل غزة يعانون آلامًا مشابهة لتلك التي عاشها الأيرلنديون في الماضي".

وقال فارادكار أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض الأسبوع الماضي: "عندما أسافر حول العالم، يسألني القادة في كثير من الأحيان لماذا يتعاطف الأيرلنديون مع الشعب الفلسطيني؟ الإجابة بسيطة، فنحن نرى تاريخنا في عيونهم، التهجير، والتشريد، وسلبهم أملاكهم، وعدم قبول هويتهم الوطنية، والهجرة القسرية، والتمييز وقصة الجوع".

يذكر أن أيرلندا كانت أول دولة داخل الاتحاد الأوروبي تعلن أن بناء الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنات هو "ضم فعلي للأراضي الفلسطينية"، وذلك بعد تمرير برلمانها، لمقترح تقدم به في هذا الصدد حزب "شين فين" اليساري.

وفي فبراير/ شباط الماضي، طلبت إسبانيا وأيرلندا من المفوضية الأوروبية، التحقق "بشكل عاجل" من "احترام" إسرائيل حقوق الإنسان في غزة، وفق ما أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عبر منصة "إكس".

وقال رئيس الوزراء الاشتراكي في رسالته: "نظرًا إلى الوضع الحرج في رفح في جنوب قطاع غزة، أرسلت الحكومتان الإسبانية والأيرلندية رسالة إلى المفوضية الأوروبية تطلبان منها إجراء تحقيق عاجل في ما إذا كانت إسرائيل تفي بالتزامها باحترام حقوق الإنسان في غزة".

يأتي ذلك فيما يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 32 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.

وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.

وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

اقرأ ايضا: "غزْوَنة الضفة الغربية".. إسرائيل تنقل تكتيكات غزة إلى الأراضي المحتلة