أصدر مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة، اليوم الاثنين، أول قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، فيما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.
وجاء التصويت النهائي بأغلبية 14 صوتًا مؤيدًا، مقابل عدم وجود أصوات معارضة وامتناع عضو واحد عن التصويت. وبعد التصويت، ضج المجلس بالتصفيق.
اقرأ ايضا: "فيتو" أمريكي جديد ضد قرار من مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار في غزة
ويدعو القرار إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان المبارك والإفراج الفوري عن جميع الرهائن.
ويأتي التصويت بعد يومين فقط من استخدام روسيا والصين حق النقض ضد قرار أمريكي يربط وقف إطلاق النار بالإفراج عن الرهائن.
ويحظى القرار الأخير بدعم مسؤولي الأمم المتحدة الذين أعربوا عن قلقهم المتزايد بشأن محنة الفلسطينيين في غزة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بعد التصويت على حسابه على منصة "إكس"، إنه "يجب تنفيذ هذا القرار، الفشل سيكون لن يغتفر".
وتعد قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ملزمة قانونا، على عكس قرارات الجمعية العامة. ومع ذلك، من الممكن تجاهلها من الناحية الفنية.
وأمرت المحكمة العليا التابعة للأمم المتحدة، التي تنظر في قضية إبادة جماعية تتعلق بالحرب، إسرائيل باتخاذ إجراءات لحماية المدنيين في غزة، لكن ليس من الواضح إلى أي مدى يتم التعامل مع هذه الدعوات.
وقد يثير قرار الولايات المتحدة الامتناع عن التصويت غضب إسرائيل، التي اعتمدت على شريكها في المجلس لحمايتها خلال الحرب. واستخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة قرارات أخرى تدعو إلى وقف إطلاق النار.
إلى ذلك، يعقد المجلس جلسته الشهرية المفتوحة، يوم الثلاثاء؛ لمناقشة القضية الفلسطينية ولا سيما تقرير الأمين العام بشأن تنفيذ القرار رقم 2334 المتعلق بعدم شرعية الاستيطان في فلسطين المحتلة.
وخلال جلسة عقدها مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي، استخدمت كل من الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أمريكي وعارضته الجزائر أيضًا، بما فيها الدول العربية بسبب اللبس في بعض فقرات القرار التي لا تطالب بوقف الحرب، فيما بعضها يوحي بالسماح للكيان الصهيوني بمواصلة الحرب.
وأكد الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، أن مشروع القرار الأمريكي الذي رفضه مجلس الأمن الجمعة بخصوص العدوان الصهيوني على غزة، لا يرقى إلى مستوى التوقعات التي دأبت المجموعة العربية على إعطائها الأولوية والمتمثلة في وقف فوري لإطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق ورفض التهجير القسري.
وخلال جلسة مجلس الأمن، اعتبر المندوب الأممي الروسي فاسيلي نيبينزيا، أن الولايات المتحدة لا تبذل أي جهود لكبح جماح الكيان الصهيوني، ساخرًا من التحدث عن وقف لإطلاق النار بعدما "محيت غزة فعليًا عن وجه الأرض"، وفق تعبيره.
وتعليقًا على الفيتو الروسي الصيني، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن مشروع القرار الأمريكي الذي رفض في مجلس الأمن، حمل صياغة تضليلية ومتواطئة مع أهداف الكيان الصهيوني بشأن وقف إطلاق النار بغزة.
وأعربت الحركة - في بيان - عن تقديرها للموقف الروسي والصيني والجزائري الذي رفض مشروع القرار الأمريكي المنحاز للاحتلال الصهيوني.
من جهتها، عقدت المجموعة العربية، أول أمس السبت، اجتماعًا على مستوى السفراء المندوبين الدائمين، ناشدت فيه جميع أعضاء مجلس الأمن بالتصويت لصالح مشروع القرار الذي قدمه الأعضاء المنتخبون للسماح للمجلس بالتحدث بصوت واحد والتصرف دون تأخير إضافي في التعامل مع هذه الحالة الخطيرة.
وقالت المجموعة - في بيان، تلقت "حياة واشنطن" نسخة منه - إن "المجموعة العربية ستظل في حالة تعبئة من أجل تحقيق وقف فوري لإطلاق النار وغير مشروط، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل سريع ومستمر إلى قطاع غزة، ومنع أي تهجير قسري للسكان المدنيين الفلسطينيين وضمان حمايتهم، وفقا للقانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة".
وشدد البيان على دعم الجهود الجارية للوصول إلى اتفاق والدعم الكامل لتحرك مجلس الأمن ولمشروع القرار الذي رعاه أعضاء مجلس الأمن المنتخبون وحظي بدعم واسع داخل وخارج المجلس، والذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان يفضي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار.
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 32 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.
اقرأ ايضا: نتنياهو يوافق على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان
وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.