كشفت شهادات فلسطينيين وفلسطينيات عن جرائم مروعة ترتكبها قوات الاحتلال تجاه آلاف المحاصرين من المرضى والنازحين في مستشفى الشفاء الطبي في مدينة غزة، من بينها اغتصاب نساء وقتل مدنيين بدم بارد واستخدامهم دروعا بشرية، من قبل الجيش الإسرائيلي، في عملياته ضد المقاومة الفلسطينية.
وقالت فلسطينية محاصرة بمحيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، تُدعى جميلة الهسي المحاصرة: "قوات الاحتلال أحرقت وقتلت عائلات بأكملها، واغتصبت نساء وقتلتهن"، وأضافت في شهادة نقلتها قناة الجزيرة: "نناشد الصليب الأحمر توفير ماء للأطفال والمرضى، فأطفالنا لا يجدون حتى الماء المالح، ولا الغذاء منذ 6 أيام، ولا نعرف إلى أين نذهب".
من جانبه، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى "الإنهاء الفوري للحصار غير الإنساني، الذي تفرضه القوات الإسرائيلية على مستشفى الشفاء شمال مدينة غزة منذ 6 أيام".
وقال غيبريسوس، في منشور على حسابه عبر منصة "إكس"، إن "الظروف في مستشفى الشفاء غير إنسانية على الإطلاق، وندعو إلى الإنهاء الفوري للحصار"، مشددا على ضرورة الوصول الآمن للمستشفى لضمان حصول المرضى على الرعاية التي يحتاجون إليها.
ونشر غيبريسوس، شهادة من طبيب من مستشفى الشفاء أرسلها لأحد موظفي الأمم المتحدة، قال فيها إن "المرضى في حالة حرجة، والعديد منهم ملقى على الأرض"، مضيفا أن "3 مرضى بحاجة للعناية المركزة، فيما توفي مريضان كانا على أجهزة الإنعاش بسبب انقطاع الكهرباء".
وأشار إلى "عدم وجود إمدادات طبية أساسية، ولا تضميد، ولا أدوية".
كما وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، عدة إفادات متطابقة بشأن تعمد استخدام الجيش الإسرائيلي مدنيين فلسطينيين دروعًا بشرية رغمًا عنهم والزج بهم في ظروف شكلت خطرًا على حياتهم، وذلك لتأمين وحماية قواته وعملياته العسكرية داخل مجمع الشفاء وفي محيطه، والمستمرة منذ فجر يوم الإثنين الماضي.
وأظهرت الإفادات، أن القوات الإسرائيلية استخدمت مدنيين من المرضى والنازحين داخل المجمع كدروع بشرية واستغلتهم سواء لتحصين عملياتها العسكرية داخل المستشفى، أو لتشكيل ساتر خلف قواتها وآلياتها العسكرية، أو إرسالهم تحت التهديد إلى منازل وبنايات سكنية في محيط المجمع الطبي، للطلب من سكانها إخلاءها، وذلك قبيل تنفيذ الجيش الإسرائيلي لعمليات اقتحامها، واعتقال بعض من فيها، ومن ثم تدمير العديد منها.
وقال “خ.ف" (طلب عدم الكشف عن اسمه)، وهو فلسطيني نازح كان يتواجد في مجمع الشفاء الطبي، إن القوات الإسرائيلية أمرته وثلاثة شبان آخرين بالدخول إلى عدة غرف داخل مجمع الشفاء الطبي، بعد أن ثبتت كاميرات على رؤوسهم، وأجبرتهم على التحرك من خلال إصدار أوامر لهم عن بُعد باتجاه أماكن محددة لفحصها.
وأضاف أنه أُجبر على التحرك بأوامر من الجيش الإسرائيلي في مبنى الجراحة العامة داخل مجمع الشفاء الطبي لعدة ساعات متواصلة، قبل أن يتم إخلاؤه بشكل قسري مع زوجته وطفلته، فيما لا يعرف شيئ عن مصير الشبان الآخرين الذين استخدمهم الجيش الإسرائيلي كدروع بشرية في نفس الحادثة.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي حرق عدة مبانٍ داخل مجمع الشفاء، بما في ذلك مخازن للأدوية، وجمع مئات المرضى والنازحين في مبنى واحد، ونفذ إعدامات ميدانية عديدة في عدة أماكن داخل المجمع بقصد محاولة منع مهاجمتها، ولتحصين قواته وعملياته العسكرية في قطاع غزة.
اقرأ ايضا: مستشفى المعمداني تتحول أنقاضا نتيجة القصف الإسرائيلي
وعمد الجيش الإسرائيلي لاستخدام المدنيين الفلسطينيين لحماية نقاط تجمع وتحرك قواته أثناء الاقتحامات البرية وتنفيذ الهجمات العسكرية، وكذلك إجبارهم على السير أمام الآليات العسكرية لدى اقتحام منازل وبنايات يُعتقد أنها مفخخة. ووثق الأورومتوسطي حالات وصلت حد تفخيخ بعض المدنيين الفلسطينيين بكميات كبيرة من المتفجرات وربطها بحبل على خاصرتهم، مع وضع كاميرا على رأسهم، ثم إنزالهم داخل فتحات أنفاق، أو إجبارهم على الدخول إلى مواقع يعتقد الجيش الإسرائيلي أنها تستخدم لأغراض عسكرية.