دعت المجموعة العربية في الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، وضمان التدفق السريع والمستمر دون عوائق للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلى قطاع، ومنع أي تهجير قسري للسكان المدنيين الفلسطينيين.
جاء ذلك بيان صدر عن المجموعة العربية عقب اجتماعها اليوم، الذي عقد على مستوى السفراء برئاسة الجمهورية اليمنية.
اقرأ ايضا: "فيتو" أمريكي جديد ضد قرار من مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار في غزة
وقال البيان - الذي تلقت "حياة واشنطن" نسخة منه - : "تواصل المجموعة العربية العمل بشكل بناء مع مجلس الأمن من أجل الوفاء بمسؤولياته في صون السلام والأمن الدوليين، ولا سيما مسؤولياته تجاه دولة فلسطين والشعب الفلسطيني الذي يعاني بشدة من الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني وانتهاكات حقوق الإنسان، والكارثة الإنسانية الناجمة عن العدوان العسكري الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023".
وفي هذا الصدد، تظل المجموعة العربية مستعدة للتوصل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وضمان التدفق السريع والمستمر ودون عوائق للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلى قطاع غزة، ومنع أي تهجير قسري للسكان المدنيين الفلسطينيين وضمان بقاءهم في منازلهم، وفقًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وتابع البيان: "في حين تؤيد المجموعة العربية جهود الوساطة الجارية للتوصل إلى اتفاق، فإنها تعلن دعمها الكامل لتحرك مجلس الأمن ولمشروع القرار الذي قدمه الأعضاء المنتخبون في مجلس الأمن والذي يحظى بتأييد واسع داخل المجلس وخارجه يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان الذي تحترمه جميع الأطراف مما يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار".
وأكدت المجموعة العربية أن تحرك مجلس الأمن ضروري وإلزامي، بما يتماشى مع واجبات الميثاق، ولا يتعارض مع الأهداف والالتزامات العاجلة التي يتذرع بها هذا الوضع الخطير.
وفي شهر رمضان المبارك، وهو أقدس شهر في الإسلام، تناشد المجموعة العربية جميع أعضاء مجلس الأمن العمل بشكل موحد وعاجل لوقف إراقة الدماء والحفاظ على الأرواح البشرية وتجنب المزيد من المعاناة والدمار الإنساني.
وناشدت المجموعة العربية جميع أعضاء مجلس الأمن التصويت لصالح مشروع القرار الذي قدمه الأعضاء المنتخبون والمقرر التصويت عليه يوم السبت 23 مارس 2024، للسماح للمجلس بالتحدث بصوت واحد والتصرف دون مزيد من التأخير في وجه هذا الوضع الخطير.
(اجتماع مجلس الامن اليوم)
وكان مجلس الأمن الدولي، قد اجتمع اليوم الجمعة، لمناقشة والتصويت على مشروع القرار الأمريكي الذي جرى تعديله أكثر من مرة، وينص على أن وقف إطلاق النار الفوري "ضروريًا".
وصوتت 11 دولة لصالح القرار، وامتنعت دولة واحدة عن التصويت، وعارضته الجزائر والصين وروسيا.
وخلال التصويت، استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو) على مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن يدعو لوقف فوري للقتال في غزة مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن لدى "حماس".
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، جاء في القرار الذي وزعه دبلوماسيون أمريكيون: "يحدد مجلس الأمن ضرورة وقف إطلاق النار الفوري والمستدام لحماية المدنيين من جميع الأطراف، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية الأساسية، وتخفيف حدة النزاع والمعاناة الإنسانية، ولتحقيق هذه الغاية ندعم بشكل لا لبس فيه الجهود الدبلوماسية الدولية الجارية لتأمين وقف إطلاق النار فيما يتعلق بالإفراج عن جميع الرهائن المتبقين".
وكانت الدعوة إلى وقف إطلاق النار "الفوري والمستدام" في غزة أقوى بشكل ملحوظ من مشروع قرار مجلس الأمن الذي وزعته الولايات المتحدة في فبراير، والذي دعا إلى وقف مؤقت لإطلاق النار "في أقرب وقت ممكن عمليًا".
من جانبه، قال ممثل روسيا في مجلس الأمن إن الغاية من القرار الأمريكي كسب الوقت وهدفه مسيّس كي تفلت إسرائيل من العقاب.
وردت ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن بأن الفيتو الروسي "قرار دنيء لأنهم يريدوننا أن نفشل".
وكانت روسيا عبرت في وقت سابق عن عدم رضاها عن "أي شيء لا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار" في غزة.
في غضون ذلك، أكد نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي أن موسكو لن تكون راضية "عن أي شيء لا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار".
وقال بوليانسكي إن هذا ما يضغط من أجله وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، وما يريده "الجميع".
وتساءل عن صياغة المسودة، وقال: "ما الحتمية؟ لدي واجب أن أعطيك 100 دولار، ولكن.. إنها مجرد ضرورة، وليس 100 دولار".
وبينما بدأت المشاحنات الدبلوماسية في نيويورك، لا يزال فيه المفاوضون من إسرائيل وحماس ومصر وقطر والولايات المتحدة يحاولون التوصل إلى صفقة رهائن في الدوحة.
ومن المتوقع أن ينضم مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز إلى المحادثات يوم الجمعة إلى جانب رئيس الوزراء القطري ورئيسي المخابرات الإسرائيلية ومصر.
قبل وقت قصير من انعقاد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، التقى وزير الخارجية توني بلينكن في إسرائيل برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته الحربية.
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 32 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.
اقرأ ايضا: غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية قبيل اتفاق مرتقب لوقف إطلاق النار
وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.