تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، في هجومها على مجمع الشفاء في مدينة غزة، الذي اقتحمته فجر أول من أمس الاثنين.
"مجمع الشفاء"، يأوي آلاف النازحين من الأطفال والنساء والعائلات الذين تقطعت بهم السبل، بعد تدمير الاحتلال منازلهم خلال حملة قصف وحشي مستمرة على مدار الساعة منذ أكثر من 160 يومًا.
اقرأ ايضا: "لارتكاب جرائم حرب".. "الجنائية الدولية" تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، مع تزايد التحذيرات الأممية من مخاطر مجاعة غير مسبوقة تتربص بسكان القطاع المحاصر.
وفي بيان له اليوم، زعم جيش الاحتلال أنه قتل نحو 90 مسلحًا داخل المجمع واعتقل 160 آخرين، قائلًا: "خلال اليوم الماضي، قضت القوات على إرهابيين وعثرت على أسلحة في المجمع، بينما منعت إلحاق الأذى بالمدنيين والمرضى والفرق الطبية والمعدات الطبية".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن ليل الثلاثاء أن "عشرات من الإرهابيين البارزين" في حركتي حماس والجهاد الإسلامي تم اعتقالهم في العملية.
بينما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع أن من بين المعتقلين في أحد أكبر مستشفيات غزة "كوادر طبية ومصابين ومرضى".
من جانبه، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة عن استشهاد 14 من كوادره أثناء عملهم برصاص الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الحرب على القطاع الفلسطيني.
ووفقًا لشهود عيان، تعرضت أحياء محيطة بالمجمع مثل الرمال والنصر، خلال عملية الاقتحام، لوابل من القذائف والصواريخ، دمرت عشرات المنازل وأرغمت المئات من ساكنيها ممن لم ينزحوا على الفرار.
وأحصى الدفاع المدني في غزة تدمير "أكثر من 45 شقة سكنية"، وقال إن "عشرات الشهداء والمصابين ما زالوا في المنازل أو على الطرقات، حيث يطلق الاحتلال النار على من يحاول إنقاذ الجرحى".
وعبرت منظمة الصحة العالمية عن "قلق بالغ" من استهداف المشافي التي تعمل بالحد الأدنى من طاقمها وتعاني نقصا كبيرا في المستلزمات الأساسية".
ويستمر الاحتلال باستهداف المواطنين الفلسطينيين أثناء توجههم لاستقبال المساعدات، حيث استشهد أكثر من 23 فلسطينيًا على الأقل بعد قصف قوات الاحتلال للجان عشائرية تؤمن توزيع المساعدات بدوار الكويت.
وتدخل حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة يومها الـ166، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 32 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.
اقرأ ايضا: لقاء بايدن وترامب.. ماذا قيل عن "حرب غزة" في أروقة البيت ألأبيض؟
وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.
