كشفت صحيفة "واشنطن بوست" نقلًا عن مصادر أمريكية أن إدارة الرئيس جو بايدن اعترفت في اجتماع سري بالبيت الأبيض، بأن إسرائيل قصفت بشكل متكرر مباني في قطاع غزة دون التأكد من أنها كانت أهدافًا عسكرية بحتة.
وأفادت الصحيفة الأمريكية، بأن مسؤولين أمريكيين كبار اعترفوا - في اجتماع خاص في البيت الأبيض في أكتوبر 2023 - بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ هجمات دون أن تكون لديه معلومات موثوقة حول شرعية الأهداف المختارة.
اقرأ ايضا: "غزْوَنة الضفة الغربية".. إسرائيل تنقل تكتيكات غزة إلى الأراضي المحتلة
علاوة على ذلك، ناقشت لجنة من مسؤولي السياسة الخارجية من الإدارات الأمريكية الحالية والسابقة أيضًا افتقار إسرائيل الواضح إلى خطة لهزيمة حركة "حماس".
ووفقًا لـ "واشنطن بوست"، قال مصدر مطلع على الاجتماع: "لم يكن لدينا فهم واضح على الإطلاق بأن لدى إسرائيل هدفًا عسكريًا يمكن تحقيقه، منذ البداية كان هناك شعور بأننا لا نعرف كيف ستنفذ إسرائيل ما اعتقدت أنها ستفعله".
وتشير الصحيفة، إلى أن اللقاء الذي لم يتم الإعلان عنه علنًا من قبل، يشير إلى أن التناقضات بين الموقف الحقيقي لإدارة بايدن تجاه تصرفات إسرائيل وموقفها الرسمي المعلن نشأت في وقت أبكر بكثير مما تكشف للجمهور.
في غضون ذلك، كشف تحقيق أجرته صحيفة "هآرتس" العبرية، ونشرته على صدر صفحتها الأولى في مطلع فبراير الماضي، عن أن الجنود الإسرائيليين يحرقون البيوت بعد استخدامها في قطاع غزة، بأوامر من ضباطهم، حتى لا تكون صالحة للسكن، وأن الأمر تحول إلى تسلية ومباهاة على صفحات التواصل الاجتماعي.
وجاء في التحقيق، الذي أجراه الصحفي "يانيف كوبوبتش"، أنه "في الوقت الذي تلاحق فيه حكومة إسرائيل كل من يتهمها بإبادة شعب، مسنودة من الدول الكبرى التي سارعت لقطع مساهمتها في ميزانية وكالة (الأونروا) بسبب 12 موظفًا من أصل ما يزيد على 30 ألف موظف وموظفة، بزعم أنهم شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر، قام جنودها في الأسابيع الأخيرة بحرق مئات البيوت التي كانوا يسيطرون عليها في قطاع غزة، وهذا عدا عن تفجير آلاف البيوت، التي لم يرد ذكرها في التحقيق".
"هآرتس"، أفادت كذلك بوجود تخوف في إسرائيل من أن هذه المداولات حول جريمة "إبادة شعب"، ستدفع المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل.
وشددت الصحيفة على أنهم في الجيش الإسرائيلي يدركون أن عمليات إحراق المباني في القطاع من أجل هدمها من شأنه أن "يضع جهاز القضاء الإسرائيلي أمام مشكلة صعبة مقابل الولايات المتحدة، وكذلك مقابل محكمة العدل الدولية في لاهاي".
ودخلت الحرب في قطاع غزة يومها الـ 164 في ظل القصف الإسرائيلي المستمر وكارثة إنسانية بلغت حد المجاعة، دون أن يتوصل الوسطاء إلى منع إطلاق النار ولو حتى لشهر رمضان.
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 32 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.
اقرأ ايضا: الفصائل العراقية تهاجم أهدافا حيوية إسرائيلة بالمسيرات
وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.