هاجم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر، بنيامين نتنياهو، ووصفه بأنه "عقبة أمام السلام"، مطالباً بحكومة جديدة في إسرائيل.
وقال شومر- في كلمة طويلة بشأن استثنائي أمام مجلس الشيوخ، مساء الخميس 14 مارس/آذار- إن حكومة نتنياهو لم تعد تناسب احتياجات إسرائيل، مضيفاً: "كدولة ديمقراطية، لإسرائيل الحق في اختيار قادتها، ويجب أن نترك الأمور تحدث دون تدخل. لكن الشيء المهم هو أن يُتاح للإسرائيليين خيار. ويتعين أن يكون هناك نقاش جديد بشأن مستقبل إسرائيل بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول. في رأيي، أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي إجراء انتخابات".
واستعرض شومر، ما وصفها بأنها المخاطر التي تواجه الدولة الإسرائيلية داخلياً وخارجياً في حال استمرت حكومة نتنياهو: "إذا ظل الائتلاف الحالي لرئيس الوزراء نتنياهو في السلطة بعد أن تبدأ الحرب (على غزة) في الانحسار، واستمر في اتباع سياسات خطيرة وتحريضية تضع المعايير الأمريكية الحالية للمساعدة أمام اختبار، فلن يكون أمام الولايات المتحدة خيار سوى لعب دور أكثر فاعلية في صياغة السياسة الإسرائيلية باستخدام نفوذنا لتغيير المسار الحالي".
شومر لم يذكر احتمال طرح تشريع يربط بين إمداد إسرائيل بالأسلحة الأمريكية وبين تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، وهو ما يدعو إليه بعض الديمقراطيين، لكن زعيم الأغلبية الديمقراطية أثار احتمال استخدام واشنطن لنفوذها إذا لم تغير إسرائيل مسارها.
شومر هو أحد كبار زعماء الحزب الديمقراطي ويتولى حالياً زعامة الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، وهو أكبر مسؤول يهودي منتخب وداعم مطلق لإسرائيل بشكل عام، كما أنه تربطه علاقة وثيقة للغاية وممتدة مع نتنياهو نفسه.
وشومر هو آخر مسؤول أمريكي يتوقع نتنياهو منه أن يقف في قاعة مجلس الشيوخ ويصف رئيس وزراء إسرائيل بأنه واحد من "4 عقبات رئيسية أمام السلام"، جنباً إلى جنب مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس واليمين الإسرائيلي المتطرف، بحسب تقرير لموقع Axios الأمريكي.
وستخلق انتقادات شومر اللاذعة مزيداً من الأرضية السياسية أمام مشرعين ديمقراطيين آخرين للتعبير علناً عن انتقاداتهم للحكومة الإسرائيلية في خضم الحرب على قطاع غزة.
ويعكس خطاب شومر الإحباط المتزايد في واشنطن من نتنياهو وإدارته للحرب على غزة وعدم بذله جهوداً كافية لحماية المدنيين الفلسطينيين والعرقلة الملحوظة لدخول المساعدات إلى غزة، حيث قال شومر إن نتنياهو "أسرف في قبول خسائر في صفوف المدنيين في غزة، وهو ما يدفع الدعم لإسرائيل في جميع أنحاء العالم إلى أدنى مستوياته تاريخياً. ولا يمكن لإسرائيل أن تبقى إذا أصبحت منبوذة".
كما تشعر إدارة بايدن بالإحباط من مقاومة نتنياهو الشديدة للدعوات الأمريكية لدعم تنفيذ حل الدولتين، الذي تعتبره الولايات المتحدة ضرورياً للمساعدة في كبح الصراع وتحقيق السلام الدائم.
إذ قال شومر إن رفض إسرائيل حل الدولتين "خطأ فادح"، داعياً المفاوضين في الصراع الإسرائيلي بغزة إلى بذل كل ما هو ممكن لتأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وإيصال المساعدات إلى القطاع.
وبشكل عام، يواجه شومر وغيره من الديمقراطيين البارزين، بما في ذلك الرئيس جو بايدن، انتقادات شديدة من داخل الحزب الديمقراطي بسبب دعم واشنطن غير المشروط لإسرائيل في ظل تأثير العدوان الإسرائيلي على غزة الكارثي على المدنيين الفلسطينيين.
اقرأ ايضا: زعيم المعارضة الإسرائيلية يدعو لعقد مؤتمر في الرياض لاستعراض "خطة إنهاء الحرب"