أطلق مجلس مدينة أريحا الفلسطينية اسم آرون بوشنل على أحد شوارعها، تكريمًا للجندي الأمريكي الذي أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وفي يوم 26 فبراير/شباط الماضي، أضرم الطيار الأمريكي "آرون بوشنل" النار في نفسه خارج السفارة الإسرائيلية في واشنطن، احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 31 ألف فلسطيني حتى الآن.
اقرأ ايضا: "الشيوخ الأمريكي" يرفض 3 قرارات لوقف بيع الأسلحة لإسرائيل
ويقع شارع آرون بوشنل في جنوب مدينة أريحا، ويتفرع إلى شارع يحمل اسم محمود درويش، الشاعر الفلسطيني الراحل، والذي صادفت ذكرى ميلاده هذه الأيام.
وفي الخصوص، قال رئيس بلدية أريحا في الضفة الغربية المحتلة، عبد الكريم سدر - خلال حفل كشف النقاب عن اللافتة الجديدة في الشارع - إن آرون بوشنل "ضحى بكل شيء" من أجل الفلسطينيين.
وانتشرت صور لافتة الشارع على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا في موقعي "إكس" و"إنستغرام"، ولقيت الخطوة ترحيبًا كبيرًا.
وقال عمدة المدينة، عبد الكريم سدر، وهو يقف أمام حشد صغير: "لم نكن نعرفه، وهو لم يعرفنا. لم تكن هناك روابط اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية بيننا. ما نشترك فيه هو حب الحرية والرغبة في الوقوف ضد هذه الهجمات".
وفي مقطع فيديو بثه مباشرة على منصة "تويتش" قبل أن يُقدم على إشعال النيران في نفسه، قال آرون بوشنل: "لن أكون متواطئًا بعد الآن في الإبادة الجماعية".
وأضاف: "أنا على وشك المشاركة في عمل احتجاجي متطرف، ولكن مقارنة بما شهده الناس في فلسطين على أيدي مستعمريهم، فهو ليس متطرفًا على الإطلاق".
وعندما اشتعلت النيران فيه، صرخ بوشنل مرارًا وتكرارًا "فلسطين حرة" قبل الانهيار، ليرحل متأثرًا بجراحه بعد فترة وجيزة.
وأصبح بوشنل منذ ذلك الحين رمزًا في جميع أنحاء العالم، وحاضرًا في الوقفات الاحتجاجية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، التي أقيمت بعد وفاته في مدن مختلفة عبر الولايات المتحدة، حيث عُرضت صورته.
حتى أن كثيرًا من الجنود الحاليين والسابقين في الجيش الأمريكي، أقاموا وقفات احتجاجية تطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مُدينة الإدارة الأمريكية والرئيس جود بايدن، بسبب التواطؤ في هذه الإبادة، وتمويل بلادهم لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأطلق مجلس مدينة أريحا على ساحة المدينة اسم جنوب أفريقيا عندما تقدمت بدعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها الاحتلال بارتكاب جرائم إبادة جماعية.
وكرمت مدن فلسطينية أخرى المؤيدين الأجانب لفلسطين، ففي عام 2010، أعادت رام الله تسمية أحد شوارعها تكريمًا للناشطة الأمريكية، راشيل كوري، التي سحقتها جرّافة إسرائيلية حتى الموت في 2003 أثناء محاولتها منع الجيش الإسرائيلي من هدم المنازل في غزة.