رسائل البيت الأبيض خلال لقاء غانتس: غضب من نتنياهو وتساؤلات حول رفح وغزة

مشاركة
نتنياهو وغانتس نتنياهو وغانتس
حياة واشنطن-وكالات 11:58 ص، 05 مارس 2024

في أعقاب الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها الوزير الإسرائيلي بيني غانتس، قبل يومين إلى واشنطن، كشف ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين أن غانتس واجه انتقادات شديدة وأسئلة صعبة بشأن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة واستراتيجية الحرب الإسرائيلية خلال اجتماعه مع نائبة الرئيس كامالا هاريس، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، في البيت الأبيض، أمس الاثنين.

ونقل موقع "أكسيوس"، عن مسؤول أمريكي، قوله إن غانتس، الذي يعتبر عضوًا أكثر اعتدالًا في حكومة الحرب الإسرائيلية، لمس الكثير من الإحباط الذي يشعر به البيت الأبيض تجاه الحكومة الإسرائيلية في الوقت الحالي.

اقرأ ايضا: البيت الأبيض: وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" بات "قريبًا"

وتلقى غانتس، على انفراد، رسائل قوية صاحبتها انتقادات علنية أقوى من إدارة الرئيس جو بايدن، خلال الـ 48 ساعة الماضية، إذ أشارت إلى أن البيت الأبيض قد فقد صبره ويكثف الضغوط على الحكومة الإسرائيلية.

ووفقًا لمسؤول إسرائيلي كبير فإنه بالفعل بعد الاجتماعات التي عقدها غانتس، يوم الأحد، للتحضير للاجتماعات مع مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية، بدأ الوزير الإسرائيلي يدرك أن الحكومة الإسرائيلية "في ورطة عميقة" عندما يتعلق الأمر بكيفية رؤية الولايات المتحدة مسؤولية إسرائيل عن الأزمة الإنسانية في غزة.
وأوضح الموقع الأمريكي، أن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين قالول إن غانتس أمضى ثلاث ساعات في البيت الأبيض. 

وضغطت هاريس وسوليفان عليه بشأن الوضع الإنساني وقالا إن غزة "بحاجة إلى إغراقها" بالمساعدات وإن من مسؤولية إسرائيل إيجاد حلول تسمح بحدوث ذلك.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن هاريس أبلغت غانتس أن الإدارة تريد مواصلة دعم إسرائيل، لكن على الحكومة الإسرائيلية القيام بدورها، مضيفًا: "قال نائب الرئيس: ساعدونا نساعدكم".

كما أوضح المسؤول أن غانتس لم يتفاجأ بقوة الانتقادات الموجهة للأزمة الإنسانية فحسب، بل فوجئ أيضًا بمدى التباعد بين إسرائيل والولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بعملية محتملة في رفح.

إلى ذلك بين مسؤولان أمريكيان وإسرائيليان أن هاريس وسوليفان سألا غانتس عن المكان الذي تخطط إسرائيل لنقل أكثر من مليون مدني فلسطيني موجودين في رفح، وأعربا عن شكوكهما العميقة في إمكانية حدوث ذلك.

فيما حاول غانتس طمأنة هاريس وسوليفان بأن إسرائيل لن تدخل رفح دون إجلاء السكان المدنيين، وشدد على أن إسرائيل لديها طرق للقيام بذلك، لكنه أدرك أيضًا أن البيت الأبيض لا يصدق التأكيدات السابقة التي تلقاها نتنياهو بشأن هذه القضية، بحسب مسؤول إسرائيلي كبير.

وأثارت زيارة غانتس إلى البيت الأبيض غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الذي أمر السفارة الإسرائيلية في واشنطن بعدم المشاركة في الزيارة أو مساعدة غانتس بأي شكل من الأشكال.

ويعد غانتس منافس سياسي لنتنياهو، الذي يتعرض لضغوط متزايدة في إسرائيل مع تصاعد الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة.

بموازاة ذلك، كشف تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن نتنياهو، "سعى إلى تقويض" زيارة وزير الحرب بيني غانتس، إلى الولايات المتحدة، والتي اعتبر كثيرون أنها بمثابة مؤشر لحجم التوتر بين الرئيس جو بايدن، ونتنياهو.

ونقل التقرير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "رفض منح الزيارة طابعًا رسميًا"، وأمر سفير إسرائيل لدى واشنطن، مايك هرتسوغ، بـ"عدم مساعدة غانتس خلال الزيارة، وعدم حضور الاجتماعات التي يعقدها مع المسؤولين الأمريكيين".

وقال مصدر مطلع للصحيفة، إن نتنياهو "غاضب من الزيارة. وفي اللحظة التي أدرك فيها أنه غير قادر على إلغائها، قرر تقويضها بالإشارة إلى أن إسرائيل لديها رئيس وزراء واحد فقط".

وكشف المصدر أن نتنياهو "تحرك خلال الأيام الأخيرة لمنع غانتس من التوصل إلى أي تفاهمات رسمية مع إدارة بايدن، بما في ذلك ما يتعلق بزيادة حجم المساعدات الإنسانية ودخولها شمالي قطاع غزة".

ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.

وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.

وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

اقرأ ايضا: إسرائيل تغتال قياديين في الجهاد خلال غارة قرب دمشق

ويتزايد القلق في مدينة رفح بجنوب القطاع حيث يتكدس ما لا يقل عن 1.4 مليون شخص، نزح معظمهم من القتال، في حين يلوح شبح عملية برية واسعة يعد لها الجيش الإسرائيلي.