في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، قال الكاتب الأمريكي، توماس فريدمان، إن إسرائيل تخسر على 3 جبهات في وقت واحد خلال حربها المتواصلة على قطاع غزة.
فريدمان رأى أن إسرائيل تخسر السرد العالمي بأنها تخوض "حربًا عادلة"، لافتًا إلى أنها ليس لديها خطة للخروج من غزة، لذلك ستغرق في نهاية المطاف في الرمال هناك مع احتلال دائم من شأنه تعقيد العلاقات مع جميع حلفائها العرب وأصدقائها في جميع أنحاء العالم.
اقرأ ايضا: "تايمز أوف إسرائيل": أنباء عن اغتيال نعيم قاسم في بيروت
ورأى الكاتب الأمريكي، أن الخسارة الثالثة هي خسارة إقليمية أمام إيران وأقطاب محور المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، الذين يضغطون على إسرائيل من الشمال والجنوب والشرق.
وتحدث الكاتب عن حل وحيد من شأنه أن يساعد على الجبهات الثلاث، وهو حكومة إسرائيلية مستعدة لبدء عملية بناء دولتين. فمن شأن هذا الأمر أن يعزز علاقات إسرائيل مع حلفائها العرب.
وأكد أن إسرائيل فاشلة في رؤية ذلك، الأمر الذي يعرضها للخطر عقودًا من الدبلوماسية لجعل العالم يعترف بحق الشعب اليهودي في تقرير مصيره.
ووجه فريدمان، رسالة إلى الإسرائيليين والرئيس الأمريكي، جو بايدن، قال خلالها إنه يرى التآكل السريع المتزايد لمكانة إسرائيل بين الدول الصديقة، وهو مستوى من القبول والشرعية تم بناؤه بشق الأنفس على مدى عقود.
وأضاف: "إذا لم يكن بايدن حذرًا، فإن مكانة أمريكا العالمية سوف تتراجع تمامًا مع مكانة إسرائيل".
وتابع: "لا أعتقد أن الإسرائيليين أو إدارة بايدن يقدرون تمامًا الغضب الذي يتصاعد في جميع أنحاء العالم، والذي تغذيه وسائل التواصل الاجتماعي واللقطات التلفزيونية، بسبب مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين، وخاصة الأطفال، بالأسلحة التي توردها الولايات المتحدة".
وأشار إلى أن دعوات منع إسرائيل من المشاركة في المسابقات أو الأحداث الأكاديمية والفنية والرياضية الدولية تتصاعد يوميًا، لافتًا إلى أن حلفاء إسرائيل يصلّون من أجل وقف إطلاق النار حتى لا يضطروا إلى أن يسألهم مواطنوهم أو ناخبوهم وخاصة الشباب منهم عن الأسباب الكامنة وراء عدم مبالاتهم بهذا العدد الكبير من الضحايا.
وفي ختام التقرير، أعرب فريدمان، عن تعاطفه مع المعضلة الاستراتيجية التي واجهتها إسرائيل في السابع من أكتوبر، مشيرًا في المقابل إلى أنه مع تزايد أعداد الضحايا الفلسطينيين بدأت تبدو العملية وكأنها مفرمة لحم بشرية هدفها الوحيد هو تقليل عدد السكان حتى تتمكن إسرائيل من السيطرة على القطاع بسهولة أكبر.
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.
اقرأ ايضا: "غزْوَنة الضفة الغربية".. إسرائيل تنقل تكتيكات غزة إلى الأراضي المحتلة
وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.