توعد "حزب الله" اللبناني، اليوم الخميس، إسرائيل بدفع الثمن، بعد هجمات شنتها على قرى في جنوب لبنان، وأسفرت عن مقتل عشرة أشخاص بينهم خمسة أطفال، وهو أكبر عدد من المدنيين يسقط في يوم واحد خلال أربعة أشهر من الأعمال العدائية على حدود اللبنانية الإسرائيلية.
وجاء هذا الهجوم في أعقاب هجوم آخر في وقت سابق أسفر عن مقتل امرأة وطفليها في قرية الصوانة الحدودية.
اقرأ ايضا: "لارتكاب جرائم حرب".. "الجنائية الدولية" تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
وقال مصادر لبناني - في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية - إن سبعة أشخاص قتلوا في هجوم إسرائيلي على مدينة النبطية في وقت متأخر الأربعاء، منهم ثلاثة أطفال.
فيما قال قيادي في "حزب الله": "العدو سيدفع ثمن هذه الجرائم"، مضيفًا: "المقاومة ستواصل ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن شعبها ولن تتوانى في القيام بما يلزم لحمايته".
وأعلن "حزب الله"، اليوم، إطلاق عشرات الصواريخ على كريات شمونة بإسرائيل "في رد مبدئي على قتل 10 مدنيين" بجنوب لبنان.
وفي وقت سابق، أفاد "حزب الله"، بمقتل عدد من مقاتليه في غارات منفصلة، أمس الأربعاء، بما في ذلك غارات في النبطية.
في المقابل، وجه وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم، تحديدًا لـ"حزب الله" مع استمرار الحرب على الحدود، قائلاً إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد يقصف بيروت أيضًا.
وفي نهاية تدريب للجنة الاقتصادية لحالة الطوارئ استعدادًا لحرب في الشمال، قال غالانت: "نصل إلى هنا بعد يوم صعب في الشمال. حزب الله صعد قليلاً، ونحن صعدنا درجة واحدة من بين 10 درجات. يمكننا مهاجمة مواقع ليست على مسافة 20 كيلومترًا فقط، وإنما على مسافة 50 كيلومترًا أيضًا، وكذلك بيروت وكل مكان آخر. الجيش يتمتع بقوة كبيرة، كبيرة جدًا جدًا".
وأضاف: "طائراتنا التي تحلق حاليًا في سماء لبنان لديها قنابل أثقل لأهداف أبعد (..) الطائرات التي تحلق الآن فوق لبنان لديها أهداف، وهي تعرف كيف تغير هجومها من مكان إلى آخر. في حال نشوب حرب، ستكون الأثمان التي تدفعها إسرائيل كبيرة، ولكنها ستكون كارثية بالنسبة إلى لبنان وحزب الله".
غالانت قال أيضًا: "نحن لا نريد الوصول إلى هذا الوضع ولا نريد الدخول في حرب، ولكن نريد التوصل إلى تسوية تعيد الأمن إلى سكان الشمال وتعيدهم إلى بيوتهم، ولكن إذا لم يكن هناك خيار، فسنعمل من أجل إعادتهم وخلق الوضع الأمني المناسب".
وأشار إلى أن "هذا الأمر يجب أن يكون واضحًا لأعدائنا وكذلك لأصدقائنا، وكما أثبتت دولة إسرائيل والمستوى الأمني والجيش الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة، فإننا نقصد ما نقوله".
وكان جيش الاحتلال قد صعد، في الساعات الأخيرة، من عدوانه على لبنان مستهدفًا مناطق خارج قواعد الاشتباك، في ضربات هي الأعنف منذ 8 أكتوبر الماضي، حيث سقط 7 شهداء على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيًا في النبطية جنوبي لبنان، مساء أمس الأربعاء.
وجاء القصف الإسرائيلي في أعقاب مقتل مجندة إسرائيلية في هجوم نفذه "حزب الله" اللبناني على قاعدة عسكرية في الشمال، غير أن الحزب لم يعلن تنفيذ أي عملية عسكرية ضد مواقع إسرائيلية.
وفي بيان له، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، اغتيال قائد كبير في قوة الرضوان في "حزب الله" ونائبه في النبطية، قائلًا إن الطائرات الإسرائيلية تمكنت من اغتيال القيادي في "حزب الله" علي محمد الدبس، مع نائبه حسن إبراهيم عيسى وعنصر آخر.
وزعم جيش الاحتلال في بيانه أن الدبس كان من المسؤولين عن توجيه العملية في مفرق مجيدو، في شهر إبريل/ نيسان من عام 2023، كما قاد وخطط للعديد من العمليات خلال فترة الحرب.
اقرأ ايضا: بعد وقف الحرب.. "حزب الله" يحضَّر لجنازة شعبية للزعيم الراحل حسن نصر الله
ويزداد التصعيد بين "حزب الله" وجيش الاحتلال الإسرائيلي عند حدود لبنان الجنوبية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتبدو الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، وسط غياب مؤشرات للتوصل إلى تهدئة في المستقبل القريب.