شهدت مدينة رفح الفلسطينية على الحدود مع مصر، فجر الاثنين، على مدى ساعة كاملة، أعنف قصف وعمليات عسكرية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
طائرات الاحتلال والبوارج البحرية والمدفعية شنت غارات مكثفة برًا وجوًا وبحرًا، على منازل ومساجد في رفح، لتخلف عشرات الشهداء ومئات الجرحى ودمارًا هائلاً، خاصة في مخيم يبنا، وسط المدينة.
اقرأ ايضا: قتيل وجرحى في قصف إسرائيلي لحاجز للجيش اللبناني
عائد أبو حسنين، إمام مسجد "الهدى" يقف على أنقاض المسجد الذي دمره جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم يبنا، ويقول: "كانت صدمة كبيرة، فقد استيقظنا في منتصف الليل على أصوات القصف والاشتباكات العنيفة، والاهتزازات وكأن زلزالاً ضرب المنطقة".
وبنبرة يملؤها الحزن، يزيد أبو حسنين: "القصف حول المسجد إلى ركام، ودمر المنازل الملاصقة والمحيطة، ما أسفر عن استشهاد نحو 12 مواطنًا".
قصف الاحتلال أدى لتدمير جدران المسجد وواجهته، واكتسى المكان باللون الأسود الناجم عن الاحتراق بعد الاستهداف، وتصاعد الدخان من الأنقاض.
فيما يروي الشاب محمد أحمد (18 عامًا) قائلًا: "ما حدث أشبه بزلزال مدمر، فالمنطقة تحولت فجأة إلى دمار والدخان يتصاعد من كل مكان، وكأن حممًا بركانية انفجرت".
وأضاف: "علت أصوات النساء والأطفال الخائفين من القصف، وسادت حالة من الخوف أجواء المنزل والمنطقة بأسرها، والجميع كانوا يظنون أن العملية العسكرية البرية على المدينة قد بدأت".
وتابع: "تحطم زجاج المنازل والمباني المجاورة، وهو ما زاد من حالة الهلع في ظل ارتفاع أصوات طائرات الاستطلاع والطائرات الحربية، إضافة إلى أصوات الاشتباكات بين المقاومة وجيش الاحتلال".
أما فاطمة قشطة (45 عامًا)، بدت علامات الصدمة على وجهها بينما قالت بنبرة غاضبة: "نحن مدنيون لماذا يقصفوننا؟، سقف البيت كاد يسقط على رؤوسنا ونحن نيام".
وأضاف: "مجزرة كبيرة ارتكبها الاحتلال في رفح خلال ساعة واحدة، أكثر من 80 شهيدًا ومئات الإصابات وكلهم كانوا نائمين لا ذنب لهم".
وفي المنطقة المستهدفة كان مصطفى أبو سليمة (39 عامًا)، يساعد أطفاله بإزالة الركام من منزله المكون من طابقين، بعدما أصبحت جدران المنزل مكشوفة للشارع بفعل القصف، وقال: "فوجئنا بالقصف، فحاولت الخروج لمعرفة ماذا يجري، لكن صواريخ الطائرات الإسرائيلية كانت أسرع، فبدأت أجزاء من الطابق العلوي بالسقوط علينا".
وبأعجوبة، نجا أبو سليمة هو وأطفاله من موت محقق، ويقول عن ذلك: "ساعة كاملة عشناها بخوف شديد ورعب، بعدما أيقظتنا أصوات الصواريخ والطائرات".
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 28 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.
وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.
المصدر: الأناضول