دافعت لانا نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، عن قرار بلادها الحفاظ على العلاقات مع إسرائيل، معربة في الوقت نفسه عن القلق المتزايد لدى الدولة الخليجية حيال الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وأشادت نسيبة - خلال كلمة في القمة العالمية للحكومات، وهي تجمع سنوي لقادة دول ورجال أعمال في دبي - بالتعاون بين الإمارات وإسرائيل، قائلة: "بسبب هذا التعاون.. لدينا مستشفى ميداني في غزة ولدينا مستشفى بحري يرسو في ميناء العريش في مصر".
اقرأ ايضا: العثور على جثمان ممثل حركة "حياد" الحاخام الأكبر لدولة الإمارات
وقالت: "هذا لا يكفي بالنسبة لسكان غزة. ما نحتاج إليه هو وقف إطلاق نار إنساني وحل الدولتين. هل سنحقق ذلك من خلال التحدث إلى الأشخاص الذين يتفقون معنا؟ لا. سنحصل على ذلك من خلال التحدث إلى الأشخاص الذين يختلفون معنا وستظل الإمارات العربية المتحدة فخورة دائمًا بفعل ذلك".
وتطرقت نسيبة، إلى قصف القوات الإسرائيلية لمدينة رفح خلال الليل، قائلة: "الإمارات العربية المتحدة تشعر بقلق بالغ في هذه المرحلة"، مضيفة أن "أي عملية عسكرية في رفح ستكون لها عواقب غير مقبولة".
ودعت الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة - التي نظمت زيارة غير رسمية لمندوبي عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى معبر رفح أواخر العام الماضي - إلى حل الدولتين، مشددة على أنه أمر بالغ الأهمية لإعادة إعمار غزة.
وقالت: "لا يمكن إنكار حق الفلسطينيين في إقامة دولة، وأن هذا الأمر يحظى بإجماع عربي"، مضيفة: "يجب أن يكون هناك تقدم لا رجعة فيه تجاه حل الدولتين حتى يشارك الشركاء الإقليميون في إعادة إعمار غزة".
وأشارت نسيبة إلى أن الإمارات خصصت مليارات الدولارات لمشروعات تنموية في كل من غزة والضفة الغربية المحتلة خلال العقود الثلاثة الماضية، قائلة: "لكن لا يمكننا الاستمرار في تخصيص الأموال ثم رؤية كل ما بنيناه مدمرًا".
يذكر أن الإمارات طبعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في عام 2020، كجزء من اتفاقيات "أبراهام" التي رعتها الولايات المتحدة، وتعرضت لانتقادات في أعقاب اندلاع حرب إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ومع تصاعد الغضب في العالم العربي حيال النزاع الدامي، تبذل الإمارات جهدًا للتعبير عن تضامنها مع الفلسطينيين في غزة.
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 28 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.
اقرأ ايضا: ماليزيا: سنستمر في دعم فلسطين ولن نعترف بإسرائيل
وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.