محدثالجامعة العربية: مساعي إنهاء دور "أونروا" موقف معيب من الناحية الأخلاقية

مشاركة
أحمد أبوالغيط أحمد أبوالغيط
القاهرة- حياة واشنطن 07:29 ص، 06 فبراير 2024

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أن مساعي بعض الدول لإنهاء دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عبر تعليق مساهمتها المالية في ميزانيتها يعكس موقفاً معيباً من الناحية الأخلاقية، وخاطئاً من الناحيتين الإنسانية والأمنية على حدٍ سواء، مُضيفاً أن مثل تلك التوجهات الخطيرة تتماهى مع طموحات قديمة متجددة لدى اليمين الإسرائيلي بالقضاء على دور الوكالة الأممية توطئة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإنهاء أي مسئولية للمجتمع الدولي إزاءهم.
وأعرب أبوالغيط، عن تقديره للدول التي قررت عدم الانسياق وراء الدعاوى الهادفة إلى تحطيم "أونروا" في هذا التوقيت الخطير، منوهاً إلى ما قدمته كل من إسبانيا والبرتغال بشكل خاص من أموال إضافية للوكالة، ورفض النرويج وأيرلندا وقف التمويل، كما عبّر الأمين العام كذلك عن تقديره لمواقف الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية "جوزيب بوريل" وللبيان الشامل الذي نشره متضمناً فهماً واضحاً لدور الوكالة الأممية وخطورة تقويضه ليس فقط على الفلسطينيين ولكن على الأمن والاستقرار في المنطقة.
ووجه أبوالغيط نداء ناشد فيه كافة الدول التي سارعت إلى تعليق التمويل لـ "أونروا" مراجعة هذا القرار الخاطئ والخطير من الزاويتين الإنسانية والأمنية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام جمال رشدي، إن الأمين العام لديه شعور بالاستياء إزاء قيام بعض الدول، من الممولين الأساسيين للوكالة، باتخاذ قرارات سريعة بتعليق التمويل على نحو لا يأخذ في الاعتبار خطورة ودقة الوضع الإنساني في قطاع غزة، كما لا يعكس فهماً لطبيعة الدور الذي تقوم به "أونروا" حيال نحو 5.6 مليون لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا، فضلاً عن قطاع غزة.
وأوضح المتحدث الرسمي، أن الادعاءات الإسرائيلية التي طالت 12 موظفاً، قامت الأونروا بإلغاء عقودهم على الفور، لا يجب أن تنسحب على عمل آلاف الموظفين التابعين للوكالة، معظمهم من الأطباء والمعلمين استُشهد نحو مائة منهم خلال الحرب الإسرائيلية، كما لا تُبرر عقاباً جماعياً لأكثر من نصف مليون طفل فلسطيني يتلقون التعليم في مدارسها، من بينهم نحو 250 ألفا في 420 مدرسة في قطاع غزة وحده، فضلاً عن 900 ألف يتلقون المساعدات الغذائية في القطاع.
وأضاف أن من المهم عدم استباق نتائج التحقيق الشامل الذي تُجريه "مجموعة المراجعة المستقلة" في عمل الوكالة بقيادة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة "كاثرين كولونا "، التي كلفها السكرتير العام للأمم المتحدة بهذه المهمة، ولكن من المهم كذلك عدم ترك الفلسطينيين نهباً للمجاعة والمرض المتفشي في غزة في هذه الأثناء، لا سيما في ضوء ما ذكره المفوض العام لـ "أونروا" من عدم قدرة الوكالة على الاستمرار في عملها بنهاية هذا الشهر؛ بسبب التراجع الحاد في التمويل.