إسرائيل تبدأ في إفراغ مدينة غزة من سكانها عنوة وبقوة السلاح

مشاركة
تهجير الفلسطينيين تهجير الفلسطينيين
غزة - حياة واشنطن 11:12 ص، 20 يناير 2024

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، انتقال إسرائيل إلى مرحلة إفراغ مدينة غزة من سكانها عنوة وبقوة السلاح في إطار جريمة التهجير القسري والإبادة الجماعية المتواصلة في القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، مشددا على الخطورة البالغة لتلك الممارسات.

وتلقى المرصد الأورومتوسطي إفادات توثق إجبار الجيش الإسرائيلي عائلات فلسطينية مكونة من عشرات الأفراد -غالبيتهم من النساء والأطفال- على النزوح القسري إلى وسط وجنوب قطاع غزة، بعد اقتحام منازلها ومراكز إيواء لجأوا إليها يومي الأربعاء والخميس الماضيين.

اقرأ ايضا: حماس تؤكد جاهزيتها لإبرام اتفاق مع إسرائيل بشأن هدنة في غزة

وذكر المرصد الأورومتوسطي،  في تقرير اصدره اليوم السبت، أن عمليات التهجير عنوةً جرت بعد إعادة قوات الجيش الإسرائيلي معززة بآليات عسكرية مداهمة مناطق واسعة في مدينة غزة لاسيما أحياء "تل الهوى"، و"دوار أنصار" و"الشيخ عجلين"، وإجبار من تبقي من عائلات فيها على النزوح قسريًّا.

وقال "أ. غ" (فضل عدم الكشف عن اسمه) لفريق المرصد الأورومتوسطي، إن القوات الإسرائيلية داهمت بناية سكنية مكونة من عدة طوابق يقطنها وعائلته قرب "دوار أنصار" غربي مدينة غزة، وعمدت إلى إجبارهم جميعًا على النزوح قسريًّا باتجاه وسط وجنوبي قطاع غزة بعد احتجازهم لعدة ساعات والتحقيق معهم والاعتداء على بعضهم بالضرب.

من جانبه، قال "ظ.ح"، إنه فقد منذ يومين الاتصال بنحو 25 من أقاربه في حي "تل الهوى" جنوبي غربي مدينة غزة إثر تعرض المنطقة لمداهمة جديدة من الجيش الإسرائيلي، قبل أن يتلقى اتصالًا من أحدهم يفيد بإجبارهم على النزوح إلى رفح أقصى جنوب القطاع، موضحا أن أقاربه كانوا يقيمون مع مئات الأشخاص في مدرسة تحولت إلى مركز إيواء قرب "دوار أنصار"، وقد جرى مداهمتها من القوات الإسرائيلية وإجبار جميع من ظلوا يتواجدون فيها على النزوح الفوري بعد تهديدهم بالقتل.  

وأظهرت إفادات أخرى متطابقة لفريق الأورومتوسطي تنفيذ قوات الجيش الإسرائيلي السيناريو ذاته في مدرستين أخريين تستخدمان كمركزين للإيواء في منطقة غربي مدينة غزة، ودفع من يقيمون فيها للنزوح القسري على وقع إطلاق النار والقذائف المدفعية.

ونشر الجيش الإسرائيلي عبر الناطق باسمه للإعلام العربي "أفيخاي أدرعي" اليوم السبت، إنذارًا جديدًا لسكان قطاع غزة بضرورة النزوح إلى رفح عبر شارع "الرشيد - البحر" الذي قال إنه يظل مفتوحًا أمام الانتقال من شمال القطاع إلى جنوبه حصرًا، بين الساعات (09.00 صباحًا إلى 16.00 عصرًا).

وبموازاة ذلك، تصعد القوات الإسرائيلية من استخدام التجويع ومنع الإمدادات الإنسانية عن سكان مناطق مدينة غزة وشمال القطاع، وتستخدم ذلك سلاحًا لتحقيق التهجير القسري وإجبار المدنيين على النزوح لمحاولة تجنب الموت قصفًا أو جوعًا.

وقال المرصد الأورومتوسطي إن إحصاءاته الأولية تفيد بنزوح مليون و955 ألف فلسطيني من مناطق سكنهم، وقد نزح الكثير منهم عدة مرات، بحيث اضطرت العائلات إلى التنقل مرارًا وتكرارًا دون أن تعثر على ملجأ أمن. 

وذكر الأورومتوسطي أن محافظة رفح باتت تعتبر الملاذ الرئيس للنازحين، حيث يعيش أكثر من مليون شخص في مكان مكتظ للغاية، في أعقاب تكثيف الهجمات العسكرية الإسرائيلية في خانيونس جنوبي القطاع، ودير البلح في وسطه، وأوامر الإخلاء المتكررة التي أصدرها الجيش الإسرائيلي.

وقال المرصد الأورومتوسطي، إن إسرائيل تصر على تنفيذ عمليات نقل قسري للمدنيين في قطاع غزة خارج نطاق القانون، والأخطر أنها تمنح نفسها ترخيصًا لاستهداف من يرفض أمر الإخلاء باعتبارهم "إرهابيين" عبر القصف العشوائي للمنازل والأعيان المدينة أو المداهمة الميدانية لإجبارهم عنوةً على النزوح.

وأضاف أن المدنيين -ممن يرفضون الإخلاء لافتقادهم إلى ملجأ بديل، أو لأن من بينهم مسنون ومرضى عاجزون عن الحركة وأشخاص من ذوي الإعاقة، أو لأنهم لا يريدون ترك منازلهم- لا يمكن بأي شكل اعتبارهم أهدافًا مشروعة، وتجريدهم من الحماية الكاملة التي يتمتعون بها بموجب قوانين الحرب.

اقرأ ايضا: حماس تؤكد رفض مقترح الهدنة لمدة محددة بقطاع غزة

وشدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان على أن قوانين الحرب تحظر تحت أي مبرر استهداف المدنيين عمدًا، وتعتبر تهجيرهم قسريًّا انتهاكًا جسيمًا يصل إلى حد جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.