"واشنطن تبحث عن بديل".. حرب غزة تعمق الخلاف بين بايدن ونتنياهو

مشاركة
بايدن ونتنياهو بايدن ونتنياهو
حياة واشنطن-وكالات 03:20 م، 19 يناير 2024

في ظل تصاعد الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يتعلق بالعدوان الاحتلال على قطاع غزة المحاصر والذي دخل يومه الـ 105، بدأت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالبحث عن بديل لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وفي ضوء الخلاف الذي أصبح جليًا، صرح نتنياهو أمس بأنه أبلغ الولايات المتحدة بمعارضته إقامة دولة فلسطينية في إطار أي سيناريو لما بعد الحرب، بخلاف الرغبة الأمريكية.

اقرأ ايضا: إسرائيل: واشنطن قد "تعاقب" الجنائية الدولية.. وسننهي حرب غزة عند تحقيق أهدافها

وكشف الإعلان عن اعتراف نتنياهو بالانقسامات العميقة بين الحليفين المقربين، بعد أكثر من 3 أشهر من حرب إسرائيل في قطاع غزة، سعيا للقضاء على حركة حماس.

ودعت واشنطن إسرائيل إلى خفض وتيرة هجومها، وقالت إن إقامة دولة فلسطينية يجب أن يكون جزءًا من أي سيناريو لما بعد الحرب.

وفاقم تعامل نتنياهو مع حرب غزة، الانقسام بين الجانبين حيث بات رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية النظر في المقترحات الأمريكية لحكم غزة بعد الحرب، أكثر تجليًا منذ زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لإسرائيل الأسبوع الماضي.

وكشف المسؤولون أن بلينكن عاد إلى واشنطن من زيارته الرابعة إلى الشرق الأوسط منذ تفجر حرب غزة، بعد أن رفض نتنياهو جميع طلبات الإدارة الأمريكية باستثناء واحدة، ألا وهي الالتزام بأن إسرائيل لن تهاجم "حزب الله" في لبنان، وفق ما نقلت شبكة "أن بي سي".

وفي ظل هذا الإحباط الأمريكي، قال ثلاثة مسؤولون أمريكيون كبار إن إدارة بايدن بدأت تتطلع إلى ما بعد نتنياهو لمحاولة تحقيق تصوراتها في المنطقة.

ورأى المسؤولون أن نتنياهو "لن يبقى هناك إلى الأبد"، مشيرين إلى أن واشنطن تحاول وضع بعض الأسس والتصورات مع قادة إسرائيليين آخرين وقادة من المجتمع المدني تحسبًا لتشكيل حكومة جديدة بعد نتنياهو.

وأوضحوا أن بلينكن، وفي محاولة للالتفاف على نتنياهو، التقى بشكل فردي مع أعضاء حكومته الحربية وقادة إسرائيليين آخرين، بما في ذلك زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد، خلال زيارته الأخيرة إلى تل أبيب.

وهذا ما علق عليه نتنياهو أمس بالقول: "لا أعرف ما يقال لجميع السياسيين في إسرائيل، لكن أولئك الذين يتحدثون عن اليوم التالي لنتنياهو يتحدثون في الواقع عن إقامة دولة فلسطينية مع السلطة الفلسطينية".

وأضاف: "في أي ترتيب مستقبلي، يجب على دولة إسرائيل أن تسيطر من الناحية الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب الأردن"، قائلًا: "من يتحدث عن اليوم التالي لنتنياهو يتحدث عن اليوم التالي لمعظم مواطني إسرائيل".

وتابع: "اليوم التالي هو اليوم التالي لحماس: نزع السلاح الكامل عن قطاع غزة وإقامة إدارة مدنية"، مضيفًا: "نحن نقدم الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية".

إلى ذلك، أكد المسؤولون الأمريكيون أن وزير الخارجية قال لنتنياهو إنه "لا يوجد حل عسكري لحماس، وإن الزعيم الإسرائيلي بحاجة إلى الاعتراف بذلك وإلا فالتاريخ سيعيد نفسه وسيستمر العنف"، لافتين إلى أن نتنياهو لم يكترث على ما يبدو.

ويختلف الجانبان حول العديد من النقاط فيما يتعلق بحرب غزة، من ضمنها محاولة التخفيف من حدة الحرب وتركيزها على قادة ومواقع حماس مع تفادي سقوط المزيد من المدنيين الفلسطينيين، فضلًا عن شكل الحكم في القطاع الفلسطيني المحاصر بعد انتهاء الحرب وغيرها من المسائل.

ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 24 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.

وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.

اقرأ ايضا: بايدن: وقف النار بين إسرائيل ولبنان سيبدأ غدًا.. وندفع نحو اتفاق في غزة الأيام المقبلة

وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.