حذر مسؤولون أمميون، من أن إسرائيل تدمر نظام الغذاء في غزة، وأن 25% من السكان يواجهون مستويات كارثية من الجوع ويكافحون لإيجاد الغذاء ومياه الشرب، وأن حدوث المجاعة أصبح وشيكا، وأن سكان غزة يمثلون 80% من جميع الأشخاص في العالم الذين يواجهون خطر المجاعة أو الجوع الكارثي، في ظل استمرار القصف والحصار من جانب إسرائيل.
وقال المسؤولون- بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة- إن النساء الحوامل لا يحصلن على ما يكفي من التغذية والرعاية الصحية بما يعرضهن للخطر، كما يتعرض جميع الأطفال تحت سن الخامسة، البالغ عددهم 335 ألفا، لخطر الإصابة بسوء التغذية الحاد مع زيادة الظروف المؤدية للمجاعة.
وأضافوا أن جيلا كاملا مُعرض لمخاطر الإصابة بالتقزم الذي يحدث عندما يتأثر نمو الطفل بعدم كفاية التغذية، ويتسبب التقزم في إعاقات جسدية وإدراكية لا يمكن علاجها، بما يُقوض القدرة التعليمية لجيل بأكمله.
وأشاروا إلى عدم وجود مكان آمن في غزة، وقالوا إن إسرائيل فرضت حصارا كاملا على غزة منذ 9 أكتوبر، مما حرم 2.3 مليون فلسطيني من الماء والغذاء والوقود والإمدادات الطبية، وهذا على خلفية 17 عاما من الإغلاق الإسرائيلي الذي ترك- قبل هذه الحرب- نحو نصف سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي وأكثر من 80% منهم معتمدين على المساعدات الإنسانية.
وأردفوا: "من غير المسبوق جعل سكان مدنيين بأسرهم يعانون من الجوع بهذا الشكل الكامل والسريع.. إن إسرائيل تدمر النظام الغذائي في غزة وتستخدم الغذاء كسلاح ضد الشعب الفلسطيني".
وتابع المسؤولون: "أن إسرائيل تدمر وتمنع الوصول إلى المناطق الزراعية والبحر، وجرّفت القوات الإسرائيلية نحو 22% من الأرض الزراعية في غزة، بما فيها البساتين والصوبات الحرارية، منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر، كما دمرت إسرائيل 70% من أسطول الصيد في غزة".. وأكثر من 60% من المنازل الفلسطينية في القطاع، بما يؤثر بشكل مباشر على القدرة على طهي أي طعام ويتسبب في القضاء على المنازل عبر التدمير الشامل للمساكن وجعل المنطقة غير صالحة للعيش".
وتُقدر الأمم المتحدة أن ما يقرب من 85%- أي 1.9 مليون شخص- من سكان غزة نازحون، وقد هُجر الكثيرون منهم عدة مرات إذ تُضطر الأسر إلى الانتقال عدة مرات بحثا عن الأمان.
وشدد المسؤولون الأمميون على ضرورة توصيل المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة فورا وبدون أي عوائق لمنع المجاعة، وقالوا إن تحذيرهم من وقوع الإبادة الجماعية لا يرتبط فقط بالقصف الراهن لغزة، ولكنه يتعلق أيضا "بالمعاناة والموت بشكل بطيء بسبب الاحتلال الطويل والحصار"، مشيرين إلى أن الإبادة تتطور عبر عملية مستمرة وليست حدثا منفردا.
وأكدوا أن الطريق الواضح لإحراز السلام والأمان والاستقرار لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، يكمن في تحقيق تقرير المصير للفلسطينيين عبر الوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ ايضا: الأمم المتحدة: غزة أصبحت "مقبرة جماعية".. ونساؤها يتعرضن للتعذيب