أفادت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، بأن مصر استأنفت، اليوم الثلاثاء، المفاوضات بين إسرائيل وحركة "حماس" حول صفقة جديدة لتبادل الأسرى، وذلك بعدما توقفت لأيام عقب اغتيال القيادي صالح العاروري في الضاحية الجنوبية ببيروت.
وفي أعقاب اغتيال العاروري، أبلغت مصر، إسرائيل بتوقف المفاوضات احتجاجًا على العملية.
اقرأ ايضا: عائلات الأسرى الإسرائيليين: حكومة نتنياهو تضلل ترامب للتهرب من صفقة تبادل
وأوضحت الصحيفة العبرية أن وفدًا إسرائيليًا وصل إلى القاهرة خلال الساعات الماضية، ضمن جهود استئناف مفاوضات الأسرى التي تقودها مصر والولايات المتحدة وقطر.
وقالت إن هذه التحركات تزامنت مع جولة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في المنطقة، ويأتي ملف الأسرى ضمن أبرز النقاط على أجندة بلينكن الذي زار قطر والإمارات وتركيا والسعودية وإسرائيل ويتوقع زيارته لمصر والأردن أيضًا.
ولفتت الصحيفة إلى أن استئناف مصر للمفاوضات يأتي ضمن المساعي الأمريكية لخفض التصعيد وإبرام صفقة جديدة مع المقاومة تشمل الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب والتي تتضمن سحب القوات الإسرائيلية من القطاع.
ويشير تحريك الملف من حيث التوقيت إلى قرار أمريكا وإسرائيل القبول بشروط المقاومة والتي تتضمن وقف الحرب وسحب القوات من غزة إضافة إلى اجراء صفقة تبادل شاملة وإعادة الإعمار.
وسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الآلاف من قواته المتوغلة في قطاع غزة المحاصر، وذلك في إطار انسحاب كبير للقوات الإسرائيلية من شمالي قطاع غزة.
وأفادت وسائل الإعلام العبرية، اليوم الثلاثاء، بأن عملية الانسحاب جاءت بأمر من المستوى السياسي والطوارئ.
بموازاة ذلك، أكد مسؤول أمريكي - في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست" - أن إسرائيل سحبت حتى الآن عدة آلاف من قواتها المتواجدة في قطاع غزة، وعلى وجه الخصوص نظمت "انسحابًا كبيرًا" من شمال القطاع.
وقال المسؤول الأمريكي، الذي رفض الكشف عن هويته في مناقشة للمسائل العسكرية الحساسة، إن سكان شمال القطاع قالوا إن مستوى القتال العنيف قد انخفض.
في غضون ذلك، قطعت عشرات الأسر طريق وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، خلال توجهه للقاء الرئيس الإسرائيلي في تل أبيب في وقت سابق يوم الثلاثاء.
وتتعرض حكومة الاحتلال الإسرائيلي حاليًا لضغوط كبيرة من قبل أسر الأسرى، وشهدت مدن الاحتلال، خلال الأيام الأخيرة، تظاهرات تطالب بعقد صفقة لاستعادة الأسرى مع فشل تحريرهم بالقوة.
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 23 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.
اقرأ ايضا: حماس: لا صفقة أسرى إلا بعد انتهاء الحرب على غزة
وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.