أفادت هيئة البث الإثيوبية (فانا)، بأن اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني لسد النهضة الإثيوبي أعلنت، اليوم الجمعة، أن مشروع السد دخل مرحلته النهائية.
وقال وزير الخارجية الإثيوبي، دمقي مكونن - خلال اجتماع دوري عقدته اللجنة التنفيذية لسد النهضة في العاصمة أديس أبابا - "إن الإثيوبيين نقلوا السد إلى مرحلته النهائية"، مضيفًا أن بناء السد وصل حاليًا إلى 94.6 في المائة.
وتابع مكونن: "جرى عقد 4 جولات من المحادثات الثلاثية، التي ضمت إثيوبيا ومصر والسودان، في الأشهر الماضية، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا العالقة".
وأردف: "موقف إثيوبيا الثابت هو إجراء المفاوضات على أساس المبادئ، والتوصل إلى اتفاق"، قائلًا إن البلاد ستعزز جهودها من أجل التكامل الإقليمي والتنمية المتبادلة.
ومطلع العام الجديد، أعلنت القاهرة، أن المسارات التفاوضية الخاصة بسد النهضة قد انتهت بسبب المواقف الاثيوبية، مشددة على أنها سوف تراقب عن كثب عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وأنها تحتفظ بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حالة تعرضه للضرر.
وأشارت القاهرة إلى انتهاء الاجتماع الرابع والأخير من مسار مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا الذي سبق إطلاقه في إطار توافق الدول الثلاث على الإسراع في الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد في ظرف أربعة أشهر.
وذكر بيان لوزارة الموارد المائية والري المصرية، أن الاجتماع الذي استضافته أديس أبابا، لم يسفر عن أية نتيجة نظرا لاستمرار ذات المواقف الإثيوبية الرافضة عبر السنوات الماضية للأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط التي من شأنها تأمين مصالح الدول الثلاث، وتمادي إثيوبيا في النكوص عما تم التوصل له من تفاهمات ملبية لمصالحها المعلنة.
وأضاف البيان: "بات واضحا عزم الجانب الإثيوبي على الاستمرار في استغلال الغطاء التفاوضي لتكريس الأمر الواقع على الأرض، والتفاوض بغرض استخلاص صك موافقة من دولتي المصب على التحكم الإثيوبي المطلق في النيل الأزرق بمعزل عن القانون الدولي".
وكان الخبير المصري الدكتور عباس شراقي، كشف عن أن الملء الرابع لسد النهضة، الذي انتهى في شهر سبتمبر الماضي، سبب آثارا كارثية على مصر والسودان، لافتا إلى أن صور الاقمار الاصطناعية أظهرت لأول مرة انخفاض المياه في النيل الأزرق، وجفاف المناطق المحيطة به مقارنة بالسنوات السابقة.
وأكد أن فيضان النيل الأزرق قد انتهى إلى الأبد بسبب سد النهضة، والذي سوف يحجز مياه الفيضان في إثيوبيا في السنوات القادمة أيضًا.
وأوضح أن انتهاء فيضان النيل الأزرق سيترتب عليه إجبار المزارعين السودانيين على تغيير نظام الزراعة الفيضية إلى الزراعة المروية، وإنشاء قنوات ري ومحطات رفع للمياه واستخدام أسمدة لتعويض فقدان الطمي من بحيرة سد النهضة، وهذا سيزيد من التكاليف الزراعية والعبء على المزارعين.
ومنذ البدء بتشييده عام 2011، شكل هذا السد فتيل نزاع إقليمي حاد، لاسيما أن مصر تعتبره تهديدًا وجوديًا لها، لأنها تعتمد على نهر النيل في تأمين 97% من حاجتها المائية، فيما تعلق أديس أبابا آمالاً كبيرة عليه، متوقعة أن ينتج هذا السد الكهرومائي الضخم الذي يبلغ طوله 1,8 كيلومتر وارتفاعه 145 مترًا، أكثر من 5 آلاف ميغاوات، ما يؤمن الكهرباء في كافة أنحاء البلاد.