شيعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الخميس، نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري في العاصمة اللبنانية بيروت، بعد يومين من استشهاده مع 6 آخرين بقصف اتُهمت إسرائيل بشنه على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وشارك المئات في مراسم تشييع العاروري واثنين من رفاقه هما القائد في "كتائب القسام"، عزام الأقرع ومحمد الريس، وذلك انطلاقًا من محلة الطريق الجديدة في بيروت، حيث أقيمت مراسم التأبين.
اقرأ ايضا: "تايمز أوف إسرائيل": أنباء عن اغتيال نعيم قاسم في بيروت
المشيعون حملوا النعوش الملفوفة بالعلم الفلسطيني وراية حماس وساروا بها إلى مقبرة الشهداء في مخيم شاتيلا لللاجئين الفلسطينيين.
واتهمت السلطات اللبنانية وحركة "حماس" الفلسطينية، أول أمس الثلاثاء، إسرائيل باستهداف العاروري وستة من رفاقه في قصف استهدف مكتبًا لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله.
يذكر أن العاروري، طالما أرق قادة الاحتلال الإسرائيلي، ببنائه الهيكل التنظيمي لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في الضفة الغربية، حتى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، توعده بالاغتيال في شهر أغسطس الماضي، ليرد متوعدًا إسرائيل بهزيمة كُبرى في مواجهة شاملة مرتقبة، كأنه يُلمح إلى هجوم "طوفان الأقصى"، الذي نفذته حماس في أكتوبر الماضي.
صالح محمد سليمان العاروري، ولد في أغسطس من العام 1966، ويعد الرأس المدبر لتسليح كتائب القسام في الضفة، وتعد قرية عارورة في قضاء رام الله، مسقط رأس العاروري، الذي حصل على بكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل.
وقضى العاروري نحو 18 عامًا في سجون الاحتلال، على فترات متفرقة، وعندما أفرج عنه في المرة الأخيرة في العام 2010 تم ترحيله إلى سورياً لمدة ثلاث سنوات ومن ثم غادر إلى تركيا مع تفاقم الأزمة السورية، وغادر تركيا وتنقل بين عدة دول من بينها قطر وماليزيا واستقر أخيرا في الضاحية الجنوبية في بيروت، حيث استشهد.
وانتخب في التاسع من أكتوبر عام 2017 نائبًا لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وكان أحد أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة وفاء الأحرار "صفقة شاليط".
وفي اغسطس الماضي، هدده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالاغتيال باعتباره المسؤول هن سلسلة الهجمات التي نفذتها الحركة في الضفة خلال تلك الفترة، لترد "حماس" بتهديد إسرائيل، قائلة في بيان: "على الاحتلال المرتبك بفعل ضربات المقاومة أن يعي أن أي مساس بقيادة المقاومة سيواجَه بقوة وحزم".
اقرأ ايضا: استشهاد لبنانيين وإصابة آخرين في غارة على بيروت
وكان العاروري حذر إسرائيل في أغسطس الماضي، أي قبل "طوفان الأقصى" بأقل من شهرين، من "مواجهة قريبة متعددة الجبهات".