توطين سكان غزة في سيناء.. إسرائيل تستعين بواشنطن لإقناع مصر مقابل "مساعدات مالية"

مشاركة
غزة تحت القصف غزة تحت القصف
حياة واشنطن-وكالات 11:49 ص، 29 ديسمبر 2023

صرح مصدر مطلع بأن هناك خططًا للحكومة الإسرائيلية لتوطين عدد كبير من الفلسطينيين من قطاع غزة في مصر بذريعة ضمان سلامتهم خلال المرحلة النشطة من الحرب.

وقال المصدر - في تصريحات لوكالة "نوفوستي" الروسية - : "بحسب المعلومات المتوفرة، تمتلك الحكومة الإسرائيلية خططًا لتوطين عدد كبير من الفلسطينيين من قطاع غزة في مصر بحجة ضمان سلامتهم خلال المرحلة النشطة من العملية العسكرية وإعادة إعمار القطاع بعد الصراع".

اقرأ ايضا: "غزْوَنة الضفة الغربية".. إسرائيل تنقل تكتيكات غزة إلى الأراضي المحتلة

وأشار المصدر إلى أنه "في المرحلة الأولى، يمكننا الحديث عن نقل ما لا يقل عن 100 ألف شخص إلى أراضي دولة مجاورة".

وتابع: "في المستقبل، من المخطط ترحيل عدة دفعات أخرى من سكان غزة بهذه الطريقة. وفي الوقت نفسه، من الواضح أن القدس الغربية ليست مهتمة بعودتهم".

المصدر، قال كذلك: "لضمان موافقة القاهرة التي تعارض حاليًا بشكل قاطع مثل هذا السيناريو، فإن المقصود إشراك واشنطن في الأمر".

وأضاف أنه "في مقابل الضوء الأخضر من مصر، يقال إن الأمريكيين ملتزمون بدفع تكاليف بناء وتشغيل مخيمات اللاجئين، وسيقدمون لمصر أيضًا حزمة كبيرة من المساعدات المالية، وهي دفعة قوية في سياق الصعوبات الاقتصادية التي يمر بها هذا البلد".

(مصر والأردن يرفضان التهجير)

الأربعاء الماضي، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في القاهرة، وأكدا رفضهما لجميع محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وشددا على ضرورة تنفيذ الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، ونفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع.

وعقد الزعيمان - وفقًا لبيان للرئاسة المصرية، حصلت "حياة واشنطن" على نسخة منه - مباحثات تناولت تطورات الأوضاع الإقليمية وخاصة في قطاع غزة، والمأساة الإنسانية التي تواجه القطاع.

البيان أشار إلى أن السيسي والملك عبد الله، أكدا رفضهما التام لجميع محاولات تصفية القضية الفلسطينية، أو لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم أو نزوحهم داخليًا.

وشدد الجانبان على أن "الحل الوحيد الذي يجب أن يدفع المجتمع الدولي نحو تنفيذه هو الوقف الفوري لإطلاق النار، ونفاذ المساعدات الإغاثية بالكميات والأحجام والسرعة اللازمة التي تحدث فارقًا حقيقيًا في التخفيف من معاناة أهالي القطاع".

الزعيمان أكدا ضرورة الدفع الجاد نحو مسار سياسي للتسوية العادلة والشاملة، يفضي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمقررات الشرعية الدولية ذات الصلة.

(مخطط إسرائيل لتهجير سكان القطاع)

خلال عدد من التغريدة على حسابه الرسمي على "إكس"، قال رئيس حزب "يسرائيل بيتنو" الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إن حوالي مليون ونصف المليون من سكان غزة سيغادرون القطاع إلى سيناء المصرية.

وأوضح أنه أجرى مقابلة مع صحيفة "كالكاليست" العبرية، وأكد خلالها أن ما جرى في قطاع غزة هو أن "المصريين حولوها إلى مشكلة إسرائيلية ولن نتمكن من التعامل مع مشكلة غزة بمفردنا"، على حد زعمه.

وأضاف ليبرمان، الذي شغل منصب وزير الدفاع سابقا في بلاده، أنه على إسرائيل جعل مشكلة غزة أزمة عامة وليس خاصة، وأن تهتم بلاده بأمنها، داعيًا إلى احتلال محور فيلادلفيا الواقع بين مصر وقطاع غزة وهدم الأسوار والأنفاق أيضًا، على حد قوله.

وشدد على أنه بمجرد انتهاء مثل هذه العوائق أمام الجيش الإسرائيلي، فإن مليون ونصف المليون من أهالي الفلسطينيين في غزة سيغادرون القطاع إلى سيناء.

وفي ذات السياق، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، اليوم الخميس، إن على بلاده أن تسيطر أمنيًا على محور فيلادلفيا الواقع بين قطاع غزة ومصر وإلا ستعود قريبًا إلى 7 أكتوبر جديدة.

وخلال مقابلة مع "القناة الـ 14" الإسرائيلية، مساء أمس الأربعاء، شدد كوهين، على ضرورة سيطرة الجيش الإسرائيلي على مدينة رفح ومحور فيلادلفيا بعد انتهاء الحرب الدائرة على قطاع غزة، وإلا فإن إسرائيل ستعود خلال سنوات قليلة إلى 7 أكتوبر جديدة، مؤكدًا أن الحرب على قطاع غزة ستأخذ وقتًا طويلًا، لم يحدده.

(حماس: مخطط سخيف)

وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد أكدت، يوم الاثنين الماضي، أن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن العمل مع دول لتمرير مخطط هجرة طوعية للفلسطينيين "سخيف ومحاولة لتسويق أوهام".

وفي وقت سابق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله خلال جلسة لحزب الليكود، إنه يدفع باتجاه هجرة طوعية لسكان غزة إلى بلدان أخر.

ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 21 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء.

وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.

اقرأ ايضا: إسرائيل "تتعهد" لإدارة بايدن: لا تهجير ولا تجويع للفلسطينيين في شمال غزة

وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.