اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الاحتلال الإسرائيلي، بسرقة أعضاء من جثامين ٨٠ شهيدا فلسطينيا احتجزها جيش الاحتلال لعشرات الأيام، وسلمها قبل أيام للصليب الأحمر لتسليمها للسلطات الفلسطينية في غزة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان صحفي، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي امتهن كرامة جثامين 80 شهيداً من شهداء الشعب الفلسطيني، كان الاحتلال سرقها "خلال حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها لليوم الـ(82) على التوالي"، لافتا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قام بتسليم الجثامين، وهي مجهولة الهوية ومُشوَّهة، عبر معبر كرم أبو سالم للدفن في محافظة رفح (جنوب قطاع غزة)، ولم يحدد أسماء هؤلاء الشهداء ولا مكان قتلهم.
وأضاف: "بعد معاينة هذه الجثامين تبين أن ملامح الشهداء مُتغيرة بشكل كبير في إشارة واضحة إلى سرقة الاحتلال لأعضاء حيوية من أجساد هؤلاء الشهداء وأن تأخير تسليمها يأتي في هذا السياق".
وأوضح البيان أن الاحتلال قام بتكرار هذه الجريمة أكثر من مرة خلال الحرب الحالية، حيث قام سابقاً بنبش قبور في جباليا (شمال قطاع غزة) وسرق بعض جثامين الشهداء منها، إضافة إلى أنه لايزال يحتجز لديه عشرات جثامين الشهداء من قطاع غزة.
وأعرب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، عن بالغ الاستغراب من المواقف الصامتة للمنظمات الدولية التي تعمل في القطاع مثل منظمة الصليب الأحمر، تجاه مثل هذه الجرائم الفظيعة التي يرتكبها جيش الاحتلال.
وقال: "مواقف منظمة الصليب الأحمر غامضة وغير واضحة، ونشعر بأنها لا تقوم بمهامها وواجباتهم المطلوبة منها على الوجه الأكمل، لذلك نحن نطالبهم بتحسين أدائهم وتأدية دورهم المنوط بهم بشكل أكثر فاعلية وقوة لاسيما في الضغط على الاحتلال والكشف عن جرائمه أمام العالم"، وطلبت السلطات الحكومية في غزة من الصليب الأحمر، أن يقدموا تقريرا يُبين كيف استلموا هذه الجثامين؟ ووصف حالتها؟ وكيف سرقها الاحتلال؟ ومن أي مكان؟ ومن هم هؤلاء الشهداء وأسمائهم؟.
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، دعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في احتجاز الجيش الإسرائيلي جثث عشرات الشهداء الفلسطينيين خلال حربه على قطاع غزة، متحدثا عن شبهات سرقة أعضاء منها.
ووثق المرصد الأورومتوسطي، نبش الجيش الإسرائيلي عمد لمقبرة جماعية في إحدى ساحات مجمع الشفاء الطبي واستخراج جثث الشهداء منها واحتجازها.
وأثار المرصد الأورومتوسطي شبهات حول سرقة أعضاء من جثث شهداء، بينها ملاحظات أدلى بها أطباء في غزة أجروا فحصا سريعا لبعض الجثث بعد الإفراج عنها ولاحظوا سرقة أعضاء مثل قرنية العين وقوقعة الأذن، وأعضاء حيوية أخرى مثل الكبد والكلى والقلب.
وذكر الأطباء أنه كان من المستحيل عليهم إجراء فحص تحليلي دقيق لجثث الشهداء التي كانت محتجزة لدى الجيش الإسرائيلي تحت نيران الهجمات الجوية والمدفعية المكثفة واستمرار تدفق الجرحى لكنهم رصدوا عدة علامات على سرقة أعضاء.
في المقابل، زعم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه خلال الحرب، نُقلت الجثث إلى إسرائيل "بهدف تحديد هوياتها في إطار مساعي تحديد مكان الرهائن والمفقودين"، موضحا أن "الصعوبات في تحديد هويات القتلى تجعل من الضروري نقل تلك الجثث إلى إسرائيل لتحديد هوياتها عن طريق الطب الشرعي".
وأدعى أن ذلك يتماشى مع "التحليل الروتيني الذي يتوافق مع معايير الطب الشرعي المقبولة دولياً بهدف استبعاد احتمال كونهم رهائن إسرائيليين".