قال "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، إن "إسرائيل ارتكبت، الليلة الماضية، أكبر مجزرة منذ العام 1948، خلال ساعات من الهجمات الجوية العنيفة والمكثفة على قطاع غزة".
وذكر المرصد، في بيان نقلته وسائل إعلام فلسطينية، أن الاحتلال ارتكب مجزرته تحت جنح الظلام وفي ظل قطع خدمات الاتصالات والإنترنت.
اقرأ ايضا: إسرائيل تفرض قيودا على تحركات قيادات السلطة الفلسطينية
وتوقع المرصد أن تكون الهجمات غير المسبوقة التي شنها الاحتلال الليلة الماضية، خلفت أكثر من 1500 شهيد وجريح، ودمّرت مئات الوحدات السكنية فوق رؤوس قاطنيها.
وأكد أنه تلقى "شهادات صادمة" من سكان مدينة غزة بشأن "الهجمات الدموية" والغارات التي شنّها طيران الاحتلال الحربي الليلة الماضية، لافتا إلى أنها "أدت إلى تدمير مربعات سكنية بكاملها ودفن العشرات من المدنيين تحت الأنقاض".
وأضاف: "الشهادات قالت إن التقديرات تشير إلى وجود المئات من الضحايا لا يزالون تحت أنقاض ركام المنازل المدمرة، فيما شوهدت جثث وأشلاء متقطعة في الشوارع مع حلول ساعات صباح اليوم".
وذكر المرصد الحقوقي أن تلك الهجمات تزامنت مع "شلل كامل" أصاب عمل فرق طواقم الإنقاذ من سيارات الإسعاف والدفاع المدني بفعل انقطاع خدمات الاتصالات والانترنت لأكثر من 15 ساعة متواصلة.
وكان جيش الاحتلال، قد أعلن أنه استهدف أكثر من 450 هدفا خلال ساعات الليلة الماضية، وواصل التهديد بقصف المستشفيات بزعم أنها تستخدم لأغراض عسكرية دون أن يقدم دليلا على ذلك.
ونبه "المرصد الأورومتوسطي" إلى أن غارات الليلة الماضية استهدفت بشكل عنيف وغير مسبوق محيط عدد كبير من المستشفيات في مدينة غزة وشمالها بما في ذلك مجمع الشفاء الطبي، والمستشفى الإندونيسي، ومستشفى العيون، ومستشفى القدس، ومستشفى الطب النفسي الوحيد في القطاع، الذي تم قصفه.
ومنذ ثلاثة أيام تم الإعلان أن مولدات الكهرباء الرئيسية في مجمع الشفاء في مدينة غزة والمستشفى الإندونيسي في شمال القطاع، توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود.
ويقوم كلا المستشفيين بتشغيل مولدات ثانوية أصغر حجمًا، توفر فقط بضع ساعات من الكهرباء يوميًا للخدمات الأكثر أهمية.
وقال المرصد الأورومتوسطي إنه بالتزامن مع تكثيف "إسرائيل" هجماتها الجوية والبرية على قطاع غزة، ينعدم وجود أي ممرات آمنة سواء للنازحين ممن دمرت مناطق سكنهم أو لإيصال الإمدادات الإنسانية لاسيما لمدينة غزة وشمال القطاع.
ووثق المرصد الحقوقي عمليات تنكيل يتعرض لها نازحون فلسطينيون لدى محاولتهم التوجه نحو جنوب منطقة وادي غزة من قوات الجيش الإسرائيلي التي تطوق مدينة غزة بالكامل وتقسم القطاع.
وأفادت شهادات لنازحين لفريق الأورومتوسطي، بتجريدهم بأوامر من جيش الاحتلال من ملابسهم بالكامل واحتجاز بعضهم كدروع بشرية فضلا عن إجبارهم على عبور منطقة جنوب وادي غزة مشيا على الأقدام تحت دوي الانفجارات والغارات وإطلاق القذائف.
اقرأ ايضا: "الغارديان" تكشف تفاصيل جديدة بشأن مجزرة المسعفين في رفح
ويتم ذلك في ظل تقديرات بوجود أكثر من 1.5 مليون نازح في قطاع غزة نحو نصفهم يقيمون في 149 منشأة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وسط اكتظاظ شديد وظروف غير إنسانية.
