ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أنها تلقت اتصالين هاتفيين من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ينذران إدارة مستشفى القدس التابع للجمعية، الكائن في منطقة تل الهوى في مدينة غزة بإخلائه فوراً، وإلا فستتحمل الجمعية المسؤولية الكاملة عن أرواح الفلسطينيين فيه.
وأضافت الجمعية- في بيان، الأحد، "كما أعلنّا سابقا لدينا مئات الجرحى والمصابين والمرضى الذين يتلقون العلاج في داخل المستشفى وفي غرفة العناية المركزة، والأطفال في الحضانات. إضافة إلى 12 ألف نازح من المدنيين العزل، غالبيتهم من الأطفال والنساء، يقيمون حالياً وبشكل مؤقت داخل المستشفى، بعد أن لجأوا إليه باعتباره مكاناً آمناً، بالإضافة إلى طواقم الجمعية وغرفة العمليات وطواقم الإسعاف الذين يقدمون خدمات لمئات الآلاف من المواطنين في شمال قطاع غزة".
وتابعت: "تأتي هذه التهديدات من قبل سلطات الاحتلال رغم أن القانون الدولي الإنساني ينص على حماية المدنيين العزل والمرافق الطبية وطواقمها، وأنه على الدول الموقعة على اتفاقيات جنيف الأربع تحمل مسؤولياتها القانونية وضمان حماية الطواقم الطبية والأشخاص المدنيين في جميع الظروف".
ودعت الجمعية شركاءها في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر ومكوناتها التدخل الفوري والعاجل لضمان حماية المدنيين ومرافق الجمعية وطواقمها بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني. وجددت مطالبتها للمجتمع الدولي بأسره ومؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية كافة، للتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ مستشفى القدس وباقي مستشفيات قطاع غزة من الاستهداف والقصف، ومنع حدوث مجزرة إنسانية.
على صعيد متصل.. استهجن مركز "حماية" لحقوق الإنسان تشكيك الولايات المتحدة الأمريكية بأعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، معتبرا ذلك محاولة للتخفيف من آثار الجرائم الفظيعة التي ارتكبها جيش الاحتلال بدعم عسكري واستخباري من الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر المركز أن مصداقية الولايات المتحدة على المحك، حيث تمارس انحيازاً رخيصاً على حساب الضحايا، ففي حادثة مستشفى المعمداني تبنى الرئيس الأمريكي رواية الاحتلال فوراً ودون تدقيق أو تلقي معلومات من جهة محايدة، ورغم أن جميع المؤشرات تؤكد تورط الجيش الإسرائيلي بالجريمة، وعلى وجه الانحياز الأعمى ذاته تبرر أمريكا هذا التشكيك أنها لم تتلقى معلومات من جهة مستقلة، في مفارقة مثيرة للإشمئزاز.
وأكد مركز حماية لحقوق الإنسان مجدداً أن الولايات المتحدة ليست طرفاً نزيهاً بل هي شريك في هذه الحرب والجرائم والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في قطاع غزة.
وخلال مؤتمر صحفي، الجمعة، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني إن "الــتـــــاريــــخ ســـيــحـــاكمـــنا جمـــــيـعــا ما لم يتوقف قصف غزة.. الحصار على غزة ومنع الغذاء والمياه والوقود يعني معاقبة مليوني شخص معظمهم من النساء والأطفال.. غزة على شفير كارثة وهناك خطر من تفشي الأمراض".
وأكد لازاريني مقتل 57 من موظفي الوكالة حتى الآن في غزة.
وأضاف أن الشاحنات القليلة التي تصل غزة مجرد فتات لن يحدث فارقا لسكان غزة.. نحتاج إلى تدفق المساعدات إلى غزة بشكل مستمر وغير متقطع، مشيرا إلى أن هناك أشخاصا يقتلون في غزة ليس بسبب القصف فقط بل سيقتلون بسبب الحصار وانعدام الأغذية والأدوية.
وتابع: لن نكون قادرين على استكمال عملنا من دون تأمين الوقود.. مؤكدا ضرورة حماية المستشفيات التي تأوي أعدادا كبيرة من النازحين في غزة.
في السياق.. قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف: "ندين الانحياز الأعمى الموجود في بعض وسائل الإعلام الغربية لرواية الاحتلال، ما يسقط ورقة التوت عنها ويثبت عدم مهنيتها وافتقارها لأخلاقيات مهنة الصحافة، وتدنيس شرف الانتماء لهذه المهنة الإنسانية السامية، التي يفترض ان دورها نقل الحقيقة المجردة ولو سُمح لها بالانحياز فيجب أن يكون لصف الضحايا وليس إلى جانب الجلاد".
وأضاف معروف: "رصدنا منذ بداية العدوان عشرات النماذج الفجة لتحيز شبكات إعلامية لصالح الاحتلال مثل: بي بي سي، سي إن إن، إيه بي سي نيوز،فوكس نيوز، سكاي نيوز، سي بي إس، حيث تتبنى هذه الشبكات بشكل كامل رواية الاحتلال وتساهم بشكل كبير في تسويق إدعاءاته وأكاذيبه دون تثبت أو تمحيص".
اقرأ ايضا: مستشفى المعمداني تتحول أنقاضا نتيجة القصف الإسرائيلي
