كشفت مصادر مصرية مطلعة على الوساطة، التي تقودها القاهرة بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، عن فحوى الاتصالات المتواصلة منذ اندلاع عملية "طوفان الأقصى".
وقال مصدر مصري: "خلال اتصالات جرت في ساعة متأخرة من مساء السبت، طالب المسؤولون في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتدخل مصري لإطلاق عملية تفاوض تمهيدية وسريعة، لإطلاق سراح الأسرى المصابين وكبار السن".
وأضاف أن "القاهرة نقلت رسائل إسرائيلية إلى حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، تضمنت تحذيرات من استخدام أسراها دروعاً بشرية أو استخدامهم لتأمين المناطق السكنية"، لافتا إلى أن "الجانب الإسرائيلي طلب من المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري المساعدة في تحديد إحداثيات عامة للمناطق التي قد يكون تم وضع الأسرى بها، تجنبا لاستهدافها".
من جهته، قال مصدر مصري مطلع إن الإدارة الأميركية، عبر سلسلة اتصالات على مستويات عسكرية واستخبارية، طالبت القاهرة بممارسة ضغوط على حركة حماس لوقف التحركات الهجومية تجاه الأراضي المحتلة، ومستوطنات غلاف غزة.
ولفت المصدر إلى أن مسؤولي الإدارة الأميركية طالبوا القاهرة باستخدام أوراق الضغط الموجودة في أيديهم لمنع "حماس" من مواصلة الهجوم وتطويره، حيث تلقت القاهرة مطلباً أميركياً بإغلاق معبر رفح لأجل غير مسمى لحين استجابة "حماس" للمطالب الخاصة بوقف الهجوم، لتمكين إسرائيل من استعادة السيطرة على المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، وتطهير المستوطنات.
وأوضح المصدر المصري، أن "قيادة الحركة أكدت، خلال الاتصالات معها، أن وقف إطلاق النار غير خاضع لاتفاق، وأنه إذا كانت تل أبيب ترغب في وقف الحرب، فلتتوقف من طرف واحد بشكل كامل وتمتنع عن قصف قطاع غزة، ووقتها ستراجع حماس خططها".
وأوضح المصدر أن "حماس أكدت أنه لن يجرى النظر في أية مطالب إسرائيلية، أو التجاوب مع الوسطاء، قبل توقف إسرائيل بشكل كامل عن استهداف المباني المدنية في قطاع غزة"، لافتا إلى أن "حماس رفضت منح أية معلومات بشأن أعداد الأسرى الموجودين لديها وطبيعتهم، إذ أن تلك المعلومات هي جزء أصيل من عملية استرداد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وما سيلحقها من مطالب جديدة في فترة لاحقة".
وكشف المصدر عن أن الساعات الماضية جرى خلالها اتصال على مستوى أمني بين مسؤولين بجهاز المخابرات العامة المصرية، وآخرين في إيران، بحث الوضع في قطاع غزة، وقال: "لم يجر الاتفاق على أمور بعينها أو ترتيبات خاصة، ولكن الأمر انحصر في تبادل الرؤى، ومناقشة التداعيات الخاصة بالعملية العسكرية في إطار تبادل التقديرات، وخشية القاهرة من التأثيرات المترتبة على أمن المنطقة".
اقرأ ايضا: إسرائيل تفرض قيودا على تحركات قيادات السلطة الفلسطينية
اقرأ ايضا: إسرائيل تعلن المنطقة من "فيلادلفيا" إلى "موراغ" منطقة عسكرية
المصدر: العربي الجديد