اكتشاف نبيذ محفوظ في صعيد #مصر منذ 5000 عام.. ماذا يعني ذلك؟
توصلت البعثة الأثرية المصرية، والألمانية، والنمساوية، إلى كشف أثري ضخم في محافظة سوهاج جنوبي البلاد، حيث عثرت على المئات من الجرار (الأواني) المغلقة التي لم تفتح من قبل، بداخلها بقايا من نبيذ يعود عمره لأكثر من 5 آلاف سنة.
وتم التوصل إلى هذا الكشف، من قبل البعثة التي تعمل في مقبرة الملكة مريت نيث من الأسرة الأولى بمنطقة أم القعاب بأبيدوس في سوهاج، حيث عثرت كذلك على مجموعة أخرى من الأثاث الجنائزي.
وأعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية - في بيان لها، اليوم الأحد، حصلت "حياة واشنطن" على نسخة منه - أن الجرار المكتشفة كبيرة الحجم وفي حالة جيدة من الحفظ، وأن بقايا النبيذ الموجود داخلها عمره حوالي 5 آلاف سنة.
وأضافت الوزارة أنه تم التوصل لمعلومات تاريخية جديدة عن حياة الملكة مريت نيث وفترة حكمها، وبدراسة نقوش أحد الألواح الذي عثر عليه داخل المقبرة، وتم إيضاح أن الملكة كانت تحظى بمكانة كبيرة.
وبحسب البيان، كانت الملكة مسؤولة عن مكاتب الحكومة المركزية، لافتًا إلى أن البعثة مستمرة في عملها في محاولة للكشف عن المزيد من أسرار تاريخ وهوية هذه الملكة.
وتابع: "الدرسات كشفت أن مقبرة الملكة مريت نيث بنيت من الطوب والطين وألواح الخشب، وهذه الملكة ربما تكون المرأة الوحيدة من الأسرة الأولى التي تم الكشف عن مقبرة ملكية لها في أبيدوس حتى الآن، وبجوار مقبرتها يوجد أيضًا مجموعة من 41 مقبرة للحاشية والخدم الخاص بها، مما يشير إلى أن هذه المقابر تم بنائها خلال مراحل زمنية مختلفة".
(ماذا يعني الكشف؟)
أستاذ الآثار المصرية القديمة بوزارة السياحة والآثار، مؤمن سعد، قال - لموقع "سكاي نيوز عربية" - : "هذه الأواني كانت مملوءة بالنبيذ ضمن المتاع الجنائزي الموجود بمقبرة الملكة مريت نيث، والذي يشمل أيضًا أواني للطعام ومختلف الأشياء التي كان يعتقد المصريون القدماء أن المتوفي سينعم بها في العالم الآخر".
وأضاف سعد أن وجود هذا الكم من الأواني التي كانت تحتوي على النبيذ دليل على استخدام المصريين القدماء للنبيذ منذ العصر المبكر والأسر الأولى، مشيرًا إلى أن هذا الكشف دليل على توطين صناعة النبيذ بصعيد مصر في هذه الفترة أي قبل 3 آلاف سنة قبل الميلاد.
وتابع: "رغم هذا الكم من الجرار التي تحوي بقايا نبيذ، إلا أن المشروب الأكثر انتشارًا عند المصريين القدماء كان الجعة".