نجحت البعثة الأثرية المصرية الألمانية في منطقة أبو صير في الكشف لأول مرة عن سلسلة من المخازن داخل هرم الملك ساحورع في الجيزة.
وفي بيان له، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، مصطفى وزيري، إن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على فلسفة الهندسة المعمارية لهرم الملك ساحورع، ثاني ملوك الأسرة الخامسة (2400 قبل الميلاد) وأول ملك يُدفن في أبو صير بالجيزة (غرب القاهرة).
وأضاف وزيري أن المخازن المكتشفة ستُتاح للدراسة المستقبلية فور انتهاء البعثة من أعمالها، كما ستُفتح لاستقبال الزائرين من المصريين والأجانب في القريب العاجل.
من جانبه، قال الدكتور محمد إسماعيل خالد، رئيس البعثة، إن عدد المخازن المكتشفة بلغ نحو 8، لافتًا إلى أنه على الرغم من تضرر الأجزاء الشمالية والجنوبية من منطقة المخازن بشدّة، خصوصًا السقف والأرضية، فإنه لا تزال من الممكن رؤية بقايا الجدران الأصلية وأجزاء من الأرضية.
وأضاف رئيس البعثة أن المخازن المكتشفة رُمّمت ووُثّقت توثيقًا أثريًا دقيقًا، الأمر الذي أسهم في فهم التصميم الداخلي لهرم الملك ساحورع بشكل كبير.
وكانت البعثة الأثرية المصرية - الألمانية قد بدأت عملها في الموقع منذ عام 2019 من خلال مشروع الحفظ والترميم لهرم الملك ساحورع، بدعم من صندوق وقف الآثار (AEF)، التابع لمركز البحوث الأمريكي في مصر (ARCE)؛ بهدف حماية الأجزاء الداخلية من هرم ساحورع.
ونجح الفريق في الكشف عن الأبعاد الأصلية والتصميم الأصلي للغرفة الأمامية لحجرة الدفن الخاصة بالملك ساحورع، التي تعرضت لأضرار مع مرور الوقت، إذ عانى الجدار الشرقي لها من أضرار بالغة، ولم يكن بالإمكان اكتشاف سوى الركن الشمالي الشرقي، وجزء ضئيل من الجدار الشرقي، إلا أن البعثة بنت جدرانًا داعمة جديدة بدلاً من المهدمة.
كما نجحت البعثة أيضًا في الكشف عن آثار ممر منخفض كان قد ذكرها المعماري الإنجليزي جون بيرينغ، الذي يعد من أوائل المستكشفين للتصميم الداخلي للهرم عام 1983 الميلادي، حين ذكر أن هذا الممر كان مليئًا بالحطام والقمامة، وأنه لم يستطع دخوله بسبب حالة الهرم الإنشائية المهدمة، ومع ذلك، فقد اقترح أن هذا الممر المنخفض قد يؤدي إلى مجموعة من المخازن الخاصة بتخزين الأثاث الجنائزي.