كرر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ("أمان) أثناء حرب تشرين أول/أكتوبر العام 1973، إيلي زاعيرا، موقفه من أشرف مروان، الذي أبلغ رئيس "الموساد" حينها، تسفي زامير، بأن مصر تعتزم شن حرب ضد إسرائيل، مؤكدا أن مروان كان جاسوساً مزدوجاً.
واتهم زاعيرا، في مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية ونشر جزء منها اليوم الخميس، وستنشرها كاملة غداً، المستوى السياسي الإسرائيلي بالمسؤولية عن الإخفاق في حرب 73 وعدم الاستعداد لها من خلال استدعاء قوات الاحتياط، علماً بأن "لجنة أغرانات" التي حققت في ظروف الإخفاق لم توجه أي اتهام للمستوى السياسي وإنما حمّلت زاعيرا مسؤولية مركزية عن الإخفاق.
اقرأ ايضا: "لارتكاب جرائم حرب".. "الجنائية الدولية" تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
وأضافت الصحيفة، أن "زاعيرا كشف خلال المقابلة محاولات لشراء صمته"، لكنها لم تذكر تفاصيل ذلك.
وقال زاعيرا "أريد العودة إلى المبادئ. فعندما يكون هناك تهديد داهم على دولة إسرائيل، يستدعون (الاحتياط) فورا. هذه بديهية".
وتعتبر حرب 1973 أكبر إخفاق للاستخبارات الإسرائيلية.
وأضاف أن "وحدة في أمان، التي تسمى اليوم الوحدة 8200 (وحدة التنصت الإلكتروني) اكتشفت خلال الليل، في سياق التنصت على المستشارين الروس (في مصر)، أنه توجد جلبة كبيرة. واعتقدت أن هذه المعلومة هي إنذار بالحرب، ولذلك هاتفت رئيس الموساد على الفور".
ووفق الصحيفة، في أعقاب المعلومة حول المستشارين الروس، عقد وزير الأمن حينها، موشيه ديّان، بعد ساعات معدودة مداولات لتقييم الوضع، وكان زاعيرا على علم بسفر زامير إلى لندن من أجل اللقاء مع مروان، الذي أبلغ زامير بالموعد الدقيق لشن الحرب بموجب الخطة المصرية، وذلك عشية اليوم الذي بدأ فيه الهجوم المصري".
واعتبر زاعيرا في المقابلة أن "هذا أقل أهمية بالنسبة لي، لأنه في تلك المداولات (التي عقدها ديان)، قبل الحرب بـ30 ساعة تقريبا، قلت لموشيه ديان إن "الروس في جلبة، يجري إخلاء عائلات المستشارين. وهذه الخطوة رقم واحد".
وتابع أن "موشيه ديان، وبحق، فسر هذا كإنذار للحرب. وهذه الخطوة رقم اثنان، وكانت الخطوة الثالثة، المستوجبة، هي استدعاء الاحتياط".
اقرأ ايضا: لقاء بايدن وترامب.. ماذا قيل عن "حرب غزة" في أروقة البيت ألأبيض؟
وأضاف زاعير : "كنا حينها قرابة 30 ساعة قبل الحرب، ولو كانوا قد استدعوا (الاحتياط) بموجب العقيدة الأمنية، لبدأ الاستدعاء في مدى يزيد عن 24 ساعة (قبل الحرب). وما حدث هو أنهم بدأوا الاستدعاء قبل ست ساعات من الحرب. وكان بإمكانهم البدء قبل 30 ساعة، وبدأوا قبل ست ساعات، ومن هنا تم بناء القصة وكأننا فوجئنا".