أبلغ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس السعودية اليوم الخميس، أنه مستعد للمضي قدمًا في تسوية مؤقتة مع الكيان في إطار اتفاق التطبيع، وأنه لن يصر في هذه المرحلة على الالتزام بدولة فلسطينية، ولكن فقط على بيان “إسرائيلي” يؤكد تمسكه برؤية الدولتين.
خلال المفاوضات التي أجراها وفد فلسطيني في الرياض، تم التوصل إلى تفاهم مع السعوديين على أنه خلال التسوية المؤقتة سيُطلب من الكيان نقل أجزاء من المناطق C، التي تشكل حوالي 60٪ من الضفة الغربية إلى وضع المناطق. أ ، تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، كما طلب الفلسطينيون من السعوديين الإصرار على ذكر أن القدس الشرقية هي العاصمة المستقبلية للدولة الفلسطينية.
الموقف الفلسطيني الجديد تبلور بعد أن توصل عباس، إلى أنه ارتكب خطأً فادحُا عندما عارض “اتفاقيات إبراهام”، وأنه من الأفضل للفلسطينيين أن يبحثوا عن تنسيق المواقف مع محمد بن سلمان بدلا من المجازفة بمعارضته والوقوف ضده.
في الوقت نفسه، تتشكل قائمة المطالب التي نقلها السعوديون إلى الحكومة الأمريكية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وقد تكون “حقل ألغام” عندما تصل إلى طاولة حكومة العدو لمناقشتها، وجاءت التفاهمات بعد اللقاءات التي عقدها وفد السلطة الفلسطينية برئاسة حسين الشيخ في الرياض قبل نحو أسبوعين، ولم يتم طرح مطالب الفلسطينيين بشكل كامل قبل لقاء بايدن – “نتنياهو”، وهي تركز على خطوات دبلوماسية واقتصادية.
وتشمل المطالب السعودية من الولايات المتحدة فتح مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وتنظيم رواتب الأسرى الأمنيين بحيث لا يتم اقتطاع أموال من السلطة الفلسطينية لهذا الغرض، ورفع صفة المراقب والانتقال إلى وضع العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وفتح قنصلية أمريكية في القدس الشرقية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الإجراءات الميدانية التي يطلبها السعوديون من الولايات المتحدة هي تجميد بناء المستوطنات الجديدة، والسماح للفلسطينيين بتنفيذ خطط بناء في المنطقة (ج)، وخطة لتعزيز الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
ليس من الواضح الآن إذا كانت هذه هي كل الطلبات أم مجرد قائمة جزئية.
وفي المطالب كما قدمت، هناك عدد غير قليل من الألغام السياسية التي ستجعل من الصعب تمرير اتفاق مع السعودية في الائتلاف الحالي، ومن ناحية أخرى، توقف الفلسطينيون عن التمترس خلف موقفهم كرافضين، ويحاولون الآن الاستفادة بأكبر قدر من الإنجازات من الصفقة الثلاثية الأمريكية السعودية “الإسرائيلية”.
* الصحفي الإسرائيلي يهود يعاري
اقرأ ايضا: لماذا تمنع إسرائيل إجراء اختبارات الحمض النووي؟
** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "حياة واشنطن"