أكد أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حرص بلاده الدائم على إحلال مناخ السلام والاستقرار والتعاون في منطقة الخليج، والالتزام بتسوية أي خلافات عن طريق الحوار البناء.
وقال الشيخ تميم - في كلمته أمام الجمعية العامة الـ78 للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء - إن بيان العُلا، الذي صدر عن قادة دول مجلس التعاون الخليجي، في كانون الثاني/يناير الماضي، جاء تجسيدًا لمبدأ حل الخلافات بالحوار القائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، معربًا عن ثقته بشأن ترسيخ هذا "التوافق الذي حصل بين الأشقاء".
وتحدث أمير قطر عن القضية الفلسطينية، قائلًا إنه لا يجوز أن يبقى الشعب الفلسطيني أسير تعسف الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أن الاحتلال يتخذ شكل نظام الفصل العنصري في القرن 21.
وأضاف: "علينا ألا ننسى أن هناك شعوبًا في العالم تشغلها مآسي الحاضر، ومن واجبنا العمل على رفع الظلم عنها".
وأعرب أمير قطر عن التضامن مع شعبي المغرب وليبيا بشأن ضحايا الزلزال والفيضانات.
وجدد ترحيب قطر بالانفراج الذي شهدته منطقة الشرق الأوسط هذا العام، والمتمثل في "الحوار البناء وإعادة العلاقات بين كل من الدول الشقيقة المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبين جمهورية مصر العربية والجمهورية التركية".
وشدد الشيخ تميم بن حمد على أنه لا يجب أن يشغل بال المسلمين، معتوه بأفعال قبيحة تجاه القرآن الكريم بدعوى حرية التعبير.
وأضاف أمير قطر: "أقول لإخواني المسلمين إنه لا يجوز أن يشغلنا معتوه أو مغرض كلما خطر بباله أن يستفزنا بحرق القرآن الكريم أو بنذالة أخرى، فالقرآن أسمى من أن يمسه معتوه"، مستشهدًا بقول الله تعالى: "خذ العفو وآمر بالعرف واعرض عن الجاهلين"، مؤكدًا أنه لا يجب أن يكون المساس بمقدسات الآخرين نموذجا لحرية التعبير.
وأكد أمير قطر، أن طريق إنهاء الحروب حول العالم بالطرق السلمية "شاق وطويل" لكنه "أقل كلفة".
وأضاف أن "التطور الذي نشهده لم يكن دون كلفة حيث زادت بسببه معدلات الفقر والبطالة".
وحول قضايا الشرق الأوسط وأزماته، شدد على أنه "لا يجوز أن يبقى الشعب الفلسطيني أسير الاستيطان"، معتبرًا في الآن نفسه أن "الأزمة السورية لا تزال بحاجة إلى تسوية سياسية".
أما أزمة السودان، فيرى أنها "فاقمت مشكلة اللاجئين"، مشيرًا إلى أن موجات اللجوء تشكل أزمة كبيرة لأوروبا.
وأشاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بما شهده العام من إعادة للعلاقات بين السعودية وإيران وكذلك بين مصر وتركيا.
ولفت إلى أن قطر تواصل تنسيق الجهود الدولية لضمان الالتزام باتفاق الدوحة للحيلولة دون تفاقم الأزمة في أفغانستان.
اقرأ ايضا: ماليزيا: سنستمر في دعم فلسطين ولن نعترف بإسرائيل
وفي سياق حديثه عن كأس العالم لكرة القدم التي استضافتها قطر في 2022، أعرب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن أمله في أن تكون الدوحة قدمت "نموذجًا مختلفًا بعيدًا عن النمطية".