في ذكرى العيد الوطني لجمهورية تشيلي في 18 أيلول، والذي يصادف العودة الى الحياة الجامعية في جامعة بروكسيل الحرة، احتفلت " لجنة الليندي 50 “بتشييد نصب تذكاري، داخل الحرم الجامعي، مخصص لرئيس جمهورية تشيلي المنتخب سلفادور الليندي والذي سقط ضحية لانقلاب عسكري في 11/ 9/ 1973، أطاح به وبحكومته وادى الى سقوط عشرات الالاف من الضحايا بين قتلى وجرحى ومعتقلين ومنفيين، بقيادة لجنرال والديكتاتور الاشهر أوجستينو بينوشيه وبدعم من وكالة المخابرات المركزية الامريكية.
عريف الحل ، بير غالاند ، والذي يراس اللجنة المنظمة وهو بنفس الوقت يراس جمعية التضامن البلجيكية الفلسطينية ، وضع الانقلاب العسكري على اول رئيس اشتراكي منتخب في قارة أمريكا اللاتينية في اطار هجوم متكامل شنته الولايات المتحدة الامريكية في مطلع السبعينات ضد القوى التقدمية والثورية المناهضة للاستعمار والديكتاتورية ، وأضاف ان احياء هذه الذكرى الأليمة على الشعب التشيلي وعلى كل قوى التحرر في العالم ، هي مناسبة للتأكيد على أهمية التضامن مع كل الشعوب المناضلة من اجل كرامتها وحريتها وفي المقدمة الشعب الفلسطيني ، مرحبا بمشاركة المستشار الأول في سفارة فلسطين في بلجيكا حسان البلعاوي الى جانب سفير تشيلي في بلجيكا السيدة غلوريا نافاريت .
رئيسة جامعة بروكسيل الحرة انيماس سوشاز قالت ان وجود نصب تذكاري للرئيس سافادور الليندي وقاعة تحمل اسمه هو إضافة قيمة تربوية هامة في الحرية والعدالة للجسم الجامعي من طلاب وأساتذة وعاملين، فيما اشارت الأمين العام لنقابة العمال البلجيكيين ايستيل سلمانس ان نقابتها ومنذ اليوم الأول للانقلاب على الديمقراطية في تشيلي عام 1973، وقفت مع نضالات الشعب التشيلي ونضالات الشعوب في أمريكا اللاتينية وافريقيا مثلما تقف أيضا مع نضال الشعب الفلسطيني من اجل حريته.
سفيرة تشيلي في بلجيكا غلوريا نافاريت والتي شكرت بلجيكا لاستقبالها الاف اللاجئين من بلادها اثر الانقلاب، اكدت ان الديمقراطية لا تستقيم في طل استمرار الاستعمار والهيمنة في أماكن متعددة في العالم.
وتخلل الكلمات عدد من الفقرات الفنية من تراث تشيلي ثم توجه الحضور لافتتاح قاعة سلفادور الليندي والتي احتضت معرضا مميزا للملصقات والتي رافقت نضال الشعب التشيلي والتي تم تجميعها على مدار سنوات طويلة ونم عرضها في القصر الجمهوري في تشيلي.
الدبلوماسي الفلسطيني حسان البلعاوي والذي كان محل ترحيب الحضور، قال ان هذه الملصقات التشيلية تعيده الى الملصقات الفلسطينية والتي تنطق بالنضال من اجل الحرية والاستقلال مذكرا بجهود الشهيد عز الدين القلق، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في باريس والذي استشهد في أغسطس من عام 1978، في تجميع الملصقات الفلسطينية وتوزيعها لدى كل حركات التحرر والتضامن في أوروبا، ومشيدا بذات الوقت بالعلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين الفلسطيني والتشيلي على مدار قرن من الزمان وباعتراف جمهورية تشيلي بدولة فلسطين.
*كاتب ودبلوماسي فلسطيني
** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "حياة واشنطن"