أفاد وزير المياه والطاقة الإثيوبي هابتامو إيتيفا، اليوم السبت بأن أديس أبابا تعتزم تركيب وتشغيل خمس توربينات أخرى على سد النهضة، إلى جانب عمل توربينين حاليين تم تشغيلهما في أغسطس من العام الماضي.
وأشار إيتيفا، في تصريحات صحفية نقلتها وسائل إعلام إثيوبية إلى أن التوربينات الخمسة في حال دخولها حيز التشغيل سوف تنتج 1180 ميغاوات من الطاقة، وهو ما يعادل متوسط إنتاج أربعة سدود تعمل في مناطق مختلفة من إثيوبيا، مبينا أنه عند الانتهاء من تركيب وتشغيل كافة توربينات سد النهضة والبالغ عددها 13 توربينا فإن السد سوف ينتج 5150 ميغاوات من الكهرباء.
وأعلنت إثيوبيا قبل نحو أسبوع عن الملء الرابع والأخير لخزان سد النهضة على نهر النيل الأزرق، وهو ما نددت به مصر دولة المصب لنهر النيل، واعتبرته انتهاكا جديدا من أديس أبابا وعبئا على المفاوضات التي استؤنفت بينهما مؤخرا.
واعتبر بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية أن ذلك الملء يعد استمرارا من جانب إثيوبيا في انتهاك لاتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015، والذي ينص على ضرورة اتفاق الدول الثلاث على قواعد ملء وتشغيل السد الإثيوبي قبل الشروع في عملية الملء.
ويأتي إعلان إثيوبيا بعد أسبوعين فقط من جولة مفاوضات جديدة بشأن تعبئة السد بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، علما بأن المفاوضات بين الدول الثلاث كانت قد استؤنفت بالقاهرة في 27 أغسطس الماضي بعد توقف استمر أكثر من عامين.
وتمسكت مصر والسودان على مدى سنوات بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي على ملء وتشغيل السد، لضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل، لكن إثيوبيا دأبت على رفض ذلك والتأكيد على أن سدها الذي بدأت تشييده قبل نحو عقد لا يستهدف الإضرار بأحد.
وأثار سد النهضة منذ إطلاق المشروع عام 2011 نزاعاً بين أديس أبابا، والقاهرة والخرطوم اللتين تعتمدان على النيل في مواردهما المائية.
وأطلقت إثيوبيا في 2011 المشروع الذي تقدر قيمته بنحو أربعة مليارات دولار ويهدف إلى بناء أكبر سد لإنتاج الطاقة الكهرومائية في أفريقيا، لكنه يثير توترات إقليمية، خصوصا مع مصر التي تعتمد على نهر النيل لتوفير نحو 90% من حاجتها من مياه الري والشرب.
الجدير بالذكر أن سد النهضة يقع على النيل الأزرق في منطقة "بني شنقول-قمز" على بعد نحو ثلاثين كيلومترا من الحدود مع السودان، ويبلغ طوله 1800 متر وارتفاعه 145 مترا.
