زار رئيس لجنة التواصل الدرزية لعرب 48 في فلسطين المحتلة، الشيخ أبو محمد علي معدي، لبنان للمرة الأولى، وتحدث عما يجري في السويداء، وحول محاولات الاحتلال منعه من السفر، والأوضاع داخل فلسطين المحتلة.
زيارة الشيخ معدي، حملت جملة من الرسائل، وشددت على العديد من المبادئ والثوابت، والتي تأتي ضمن مشروع هدفه مدّ الجسور بين الموحّدين الدروز في كل من فلسطين المحتلة وسوريا ولبنان، يتضمّن زيارة سنوية جامعة، الأمر الذي رعاه رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، وتبناه الرئيس السوري بشار الأسد.
اقرأ ايضا: محمود عباس يختار رئيس المجلس الوطني رئيساً مؤقتاً للسلطة حال شغور المنصب
وخلال زيارته إلى لبنان، خاطب شيخ عقل الموحدين الدروز في لبنان الشيخ نصر الدين الغريب، الشيخ معدي، الذي تحدى إجراءات الاحتلال، بالقول: "لقد تحملت المشقات والمصاعب في سبيل بلدك وطائفتك وأهلك، وفي سبيل العروبة وهذه الأمة الجريحة".
وقال: "نشدد على ضرورة التلاقي في لبنان وعلى التلاقي بين إخواننا في فلسطين، وفي سوريا (..) فما يهمنا هو أن تبقوا موحدين في فلسطين".
وتحدث الشيخ الغريب، عن سوريا، قائلًا: ستبقى الدولة الأم، ولطالما غرّروا بقادتها في الماضي، لكن لم و لن ينجحوا"، في إشارة للإستعمار الأجنبي.
وأضاف: "ستبقى الدولة السورية دولة موحدة بقيادة رئيسها بشار الأسد الذي لم يرضخ يومًا لليهود والصهاينة في سبيل الإصلاح أو التطبيع والمصالح".
وتابع: "نحن سنقف إلى جانبه في كافة مواقفه، وسنقف إلى جانب كل عربي أو غير عربي يساعد في إصلاح ذات البين هنا وفي فلسطين، وكل من يساعد الشعب الفلسطيني حتى يتحرّر من الاحتلال، وأضاف موجهًا حديثه للشيخ معدي: "أملنا كبير أن تتحرر فلسطين بكم".
من جانبه، قال الشيخ معدي: "كل نداءاتنا إلى جميع الشعب السوري كانت بشكل عام وإلى أبناء الطائفة الدرزية بشكلٍ خاص، منذ عام 2011، أن يتغاضوا ويتراضوا ويتصافوا ويتصالحوا ويجتمعوا إلى طاولة الحوار لإحقاق الحقوق المشروعة للشعب والمصلحة العليا للوطن.. فسوريا منذ ثورة سلطان باشا الأطرش كان شعارها الدين لله والوطن للجميع".
وأضاف: "المؤامرة الكونية على سوريا لها خيوط وأبعاد سياسية متشعبة جدًا من أمريكا إلى أوروبا إلى دول الشرق الأوسط من دون استثناء.. ونحن كرجال دين ندعو دائمًا إلى المحبة والتصالح والاتحاد، لأن في الوحدة القوة والصمود والانتصار(..) وهذا دائمًا كان دأب سوريا بلد المناضلين والأحرار".
وأشاد الشيخ معدي بموقف محافظة السويداء ضد الاستعمار والمستعمرين، قائلًا: "لم تكن يومًا إلا مع وحدة سوريا.. عليهم أن يرفعوا هذا الشعار الذي أطلقه الآباء والأجداد"، داعيًا القيادة السورية إلى أن تحتضن هذه الطائفة الكريمة التي كان لها الفضل الأكبر في الثورات العربية.
وخاطب القيادة السورية قائلاً: "من أهلنا في فلسطين، ومن أرض لبنان، أوجّه ندائي إلى الرئيس بشار الأسد، أن ينظر إلى جميع أبناء الشعب السوري ليؤمن لهم الحق الكريم في الأمور المعيشية، رغم المؤامرة الكونية على سوريا".
ووجه رسالة أيضًا لأهالي فلسطين والجولان المحتل، قائلًا: "كلمتنا لهم أن يتحدوا، أن يحبوا بعضهم البعض، أن يكونوا دائمًا في خط واحد كي يواجهوا أي ظلم أو تعدٍ".
الشيخ الدرزي الفلسطيني المهدد دومًا من الاحتلال، والمضيّق عليه من دول عربية وبعض من هم داخل الطائفة نفسها، يدرك أن عقد مؤتمر موحد للموحدين الدروز لبحث ما يجري في السويداء وغيرها صعب في هذا الوقت، كاشفًا المعلومات الآتية: "منعت 3 مرات من الدخول إلى الأردن وقامت السلطات بإعادتنا إلى فلسطين، وقد دخلت إلى لبنان، عبر تركيا بجواز سفر فلسطيني".
وقال: "نحن الفلسطينيون الأوائل الذين بقينا في أرضنا وحافظنا على عروبتنا وقاومنا الظلم والاضطهاد والقهر والتمييز لأكثر من 70 عامًا ومازلنا، فكيف نستطيع أن نعقد مؤتمرًا في هذه الظروف التي لا يمكننا التواصل فيها؟".
وأوضح: "نحن قدّمنا، كلجنة تواصل، شكوى إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف لنضغط على سلطات الاحتلال لمنحنا حقنا في التواصل مع أهلنا في سوريا وفي لبنان".
وحول معاناة أهل فلسطين ومنهم أبناء طائفة الموحدين، أردف الشيخ معدي: "يتعرّض الفلسطينيون يوميًا لمضايقات، من مصادرة أراض ومضايقات في قوانين البناء، من قانون القومية، وكذلك نمنع من إقامة مشاريع على أراضينا".
وشدد رئيس لجنة التواصل الدرزية في فلسطين على دعمه للمقاومة، مضيفًا: "أننا دومًا على خط المقاومة وفي خط الصمود على أرضنا منذ 70 عامًا، ونشدد دائمًا على أن هدم البيوت يعني قلعنا من جذورنا، واللي بدو يقلعنا من شروشنا (جذورنا) نقبره قبل أن يقلعنا".
وأكد الشيخ معدي دعمه للأسرى في المعتقلات الإسرائيلية ، وقال: "أحيي الأسرى وأهلنا في كل فلسطين، في الضفة الغربية، في غزة وفي كل مكان. يحق لهم، ومن منطلق الحق والمنطق وحسب القانون الدولي، أن تكون لهم دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأن يواجهوا كل ظلم وتعدٍ يطالهم".
وحول ما يتردد عن "تآكل إسرائيل"، أجاب: "أن الخلاف الموجود في الكيان له أبعاد سياسية قسم منها فوق الطاولة وقسم تحتها، ولكن خلافهم اليوم بين فئتين لكل منهما وجهة نظر معينة"، لافتًا إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين أو أي أقلية عربية داخل إسرائيل "فإنهم يتوحدون على ظلمنا وتمرير أي قانون، ولا فرق حينئذ بين اليسار واليمين"، وقال: "مثلاً في (قانون القومية)، فإن الفئة التي تحسب على اليسار لم تعارض هذا القانون".
ويعقّب الشيخ معدي قائلاً: "نحن نعترف بأن اليهود شعب من هذه الشعوب التي خلقها الله سبحانه وتعالى، ولكنهم عبر سلطات الاحتلال في فلسطين تصرفوا كما تصرفت أوروبا معهم، فهم يضطهدون الشعب الفلسطيني كما اضطهدتهم أوروبا".
رئيس لجنة التواصل الذي اعتقلته قوات الاحتلال في آذار/مارس 2019 ومنعته من السفر، واقتحمت منزله في قرية يركا بفلسطين المحتلة في محاولة لاعتقاله وابنه في شباط/ فبراير 2020، يقول: "جئت إلى أرض لبنان اليوم متحديًا هذا الحصار حتى يعرف العالم أجمع أننا قوم لا نتنازل عن حقنا ولا نسامح بكرامتنا ولا نعتدي على أحد".
وفي ختام زيارته إلى لبنان، قال الشيخ معدي: "هذه الزيارة التاريخية، أوجه تحية كبيرة للدولة اللبنانية بجميع مؤسساتها وجميع أطياف شعبها. لبنان الأرز، لبنان الحضارة والتاريخ، لبنان المقاومة والصمود"، مضيفًا: "أتاحوا لي الفرصة لزيارة أهلنا وأبناء شعبنا ومقدساتنا"، مشددًا على أن زيارته تهدف إلى استمرارية مشروع التواصل الوطني والقومي والديني والإنساني.
اقرأ ايضا: ماليزيا: سنستمر في دعم فلسطين ولن نعترف بإسرائيل
المصدر: الميادين نت