اعتزام "اليونسكو" إعلان "تل أريحا" موقعًا للتراث العالمي بفلسطين يُغضب إسرائيل

مشاركة
تل أريحا تل أريحا
رام الله- حياة واشنطن 09:43 ص، 03 سبتمبر 2023

أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن حالة من الغضب تسود السلطات الإسرائيلية، من نية "اليونسكو" (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) إعلان "تل أريحا" في مدينة أريحا شرق الضفة الغربية المحتلة، موقعًا للتراث العالمي في فلسطين.

وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، اليوم الأحد: "أنه من المتوقع أن تعلن اليونسكو تل أريحا موقعًا للتراث العالمي في فلسطين"، مدعية أنها "واحدة من المدن ذات الأهمية اليهودية الكبرى؛ لأنها وفقًا للتقاليد اليهودية كانت في مركز الصراع الدائر حول عبور بني إسرائيل نهر النيل إلى الأرض بعد التيه في الصحراء".

وتابعت الصحيفة العبرية: "أنه في المؤتمر الذي سيعقد بعد نحو أسبوعين في المملكة العربية السعودية، سيصوت النواب، من بين أمور أخرى، على إعلان أريحا القديمة موقعًا للتراث العالمي، ومن المتوقع أن يوافقوا عليه نظرًا للأغلبية التلقائية في اللجنة".

وزعمت الصحيفة ذات التوجهات اليمينية، أن هذه "ليست هي المرة الأولى التي يستولي فيها الفلسطينيون على أجزاء من التاريخ اليهودي والإسرائيلي"، مدعية أنه في عام 2017، أعلنت منظمة اليونسكو الحرم الإبراهيمي موقعًا تراثيًا فلسطينيًا، وقبل ذلك بعام، اتخذت اليونسكو قرارًا بتعريف القدس على أنها مدينة مهمة للديانات التوحيدية الثلاث، لكنها حددت المسجد الأقصى وساحة البراق كموقع إسلامي مقدس.

كما أردفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية: "هذه المرة لا يتعلق الأمر بتعريف المكان كموقع تراث فلسطيني، بل كموقع تراث عالمي، بناءً على الاكتشافات التي تم اكتشافها في الموقع والتي يعود تاريخها إلى فترة ما قبل حوالي 10 آلاف سنة".

وأضافت أن عضو برلمان الاحتلال "الكنيست" دان إيلوز من حزب (الليكود) الحاكم، وجه رسالة إلى الأمينة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، دعا فيها إلى إلغاء التصويت".

ووفقًا له، فإن هذا يعتبر تدخلاً سافرًا من قبل المنظمة في صراع معقد، وأن القرارات السابقة، التي طالت مدينة الخليل والحرم القدسي، أضرت بالعلاقات بين اليونسكو ودولة إسرائيل".

من جهتها، كشفت صحيفة "ميكور ريشون" العبرية، أنه في الأسابيع الأخيرة، تدرس عدد من الجهات في إسرائيل إمكانيات التحرك ضد الخطوة في اليونسكو، بما في ذلك وزارة الخارجية ووزارة البعثات الوطنية ووزارة التراث، بالإضافة إلى السفراء الإسرائيليين لدى الولايات المتحدة".

وأردفت: "أن أحد مسارات العمل المحتملة يستند إلى الحجة القائلة بأن مثل هذا الإعلان على موقع على شبكة الإنترنت له تاريخ يهودي متميز، يشكل انتهاكًا للاتفاقيات التي أبرمتها إسرائيل، حتى تعود الولايات المتحدة إلى المنظمة".

وعادت الولايات المتحدة في يونيو الماضي، إلى عضويتها في منظمة اليونسكو بعد انسحابها منها عام 2017.

وجاء الانسحاب آنذاك، في عهد إدارة ترامب، على خلفية إقرار المنظمة الاعتراف بمدينة الخليل الأثرية، بما في ذلك الحرم الإبراهيمي، كموقع تراث فلسطيني.

ولفتت إلى أن المسار الإسرائيلي الآخر المحتمل ضد القرار، هو محاولة التأثير على الدول المشاركة في لجنة الاختيار التابعة لليونسكو، مضيفة أن فرصة الحصول على أغلبية مؤيدة لإسرائيل هناك ليست عالية.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه في "القائمة المبدئية" التي قدمها الفلسطينيون إلى اليونسكو، "هناك 14 موقعًا يرغبون في الاعتراف بها كمواقع تراثية.

وتشمل القائمة، من بين أمور أخرى، مواقع مثل: "جبل جرزيم  وموقع السامريين، ومغارات قمران، ومخطوطات البحر الميت، وموقع سبسطية".

وتعد مدينة أريحا القديمة الواقعة في الضفة الغربية المحتلة من أخفض وأقدم مدينة في العالم، وتعود للعصر الحجري وتمثل حضارة مميزة امتدت على مدى عشرة آلاف عام ضمن 29 مرحلة زمنية.

وسلمت السلطة الفلسطينية اليونسكو ملف "أريحا القديمة ـ تل السلطان أو تل أريحا" رسميًا لمركز التراث العالمي في 26 يناير الماضي العام الماضي، وذلك لتتم دراسته وإدراج الموقع على قائمة التراث العالمي وفق الإجراءات المعمول بها لدى مركز التراث العالمي في اليونسكو.