أثارت صورة للفنان إيمان البحر درويش، طريح الفراش، نشرتها أبنته أمنية، على حسابها على موقع "فيسبوك"، صدمة المصريين، إذ بدا الفنان الذي طالما ارتبط بوجدان المصريين على مدى عقود عدة، شاحبا وفقد الكثير من وزنه، وتبدلت ملامحه، وسقط شعره، وقد أرفقتها الأبنة بتعليق: "سيشهد التاريخ أن ده بقى إيمان البحر درويش".
وأبدى عدد المصريين تعاطفا مع حفيد فنان الشعب، سيد درويش، فيما طالب آخرون أبنته بحذف الصورة لقسوتها، ومع تداول الأمر على نطاق واسع بدأ يأخذ منحى سياسيا، إذ كان آخر ظهور لإيمان البحر درويش، قبل عامين في فيديو بثه عبر وسائل التواصل الاجتماعي أبدى فيه غضبا واستياء من هجوم الإعلام المصري ضده واستهدافه، بعد انتقاده للنظام المصري، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وكان درويش ظهر في عدة برامج تلفزيونية انتقد فيها سياسات الدولة بخصوص سد النهضة الاثيوبي، متهما الحكومة بالتفريط في مياه النيل، كما انتقد اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، والتي آلت بمقتضاها ملكية جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر للمملكة الخليجية، واستغرب درويش دفاع النظام المصري عن حق السعودية في الجزيرتين.
وبعدها ظلت وسائل الإعلام الموالية للحكم في مصر تنتقد درويش وتكيل له الاتهامات، قبل أن يطل عبر بث مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي ويُكرر اتهاماته للحُكم، واصفا الإعلام المصري بـ "إعلام العار"، مُهددا بفضح النظام في حال استهدافه أو أي من أبنائه.
ومن بعدها اختفى إيمان البحر درويش تماما عن المشهد، حتى فاجأت ابنته أمنية المصريين بتلك الصورة الصادمة، ما جعل كثيرين يربطون بين مواقفه السياسية وما آلت إليه حالته الصحية، حتى أن بعضهم لم يستبعد وقوف جهات أمنية خلف الحالة التي وصل إليها درويش.
لكن شركة "المتحدة" للانتاج الإعلامي، التي تسيطر على الإعلام المصري ويتردد ارتباطها بأجهزة سيادية في الدولة، سارعت بنشر بيان أعربت فيه عن استعدادها للتكفل بعلاج إيمان البحر درويش، طالبة من أسرته التواصل مع الشركة لبدء رحلة العلاج.
وما بين معارضي النظام الذين يروجون لوقوفه خلف الحالة التي وصل إليها درويش، ومؤيديه الذين أشادوا بخطوة "المتحدة"، تبقى دعوات محبي إيمان البحر درويش، له بعاجل الشفاء، وأن يسترد إطلالته البشوشة التي طالما رافقت ظهوره.