تخطط جماعة "الإخوان المسلمين" للعودة إلى المشهد السياسي في مصر مُجددا، لكن هذه المرة بوجوه مختلفة، ومفاهيم جديدة دون تغيير هويتها أو ثوابتها.
وذكر موقع "العربية.نت"، أن الجماعة، المُصنفة إرهابية في مصر، ستستعين بأبناء القيادات والعناصر التابعة لها من متعددي الجنسية والذين يقيمون حاليا في أوروبا وأميركا وتركيا من أجل العودة للمشهد السياسي في مصر، وانطلاق الجماعة مجددا بعد سجن عدد من قياداتها التاريخية، وهروب الآخرين، وتشتتهم في عدة دول عقب عزل الرئيس الراحل محمد مرسي، وملاحقة قادة الجماعة، إثر اندلاع تظاهرات 30 يونيو من العام 2013.
وعهدت الجماعة لمركز أبحاث في تركيا يديره مفكر وباحث أردني برسم خطة العودة وتصدر المشهد السياسي في مصر وكيفية الوصول للحكم بعد كسب ثقة الشعب وإزالة كافة ما علق بالجماعة طوال السنوات العشر الماضية فضلا عن إعداد خطة أخرى للحفاظ على الجماعة واستثماراتها وعناصرها وقياداتها من ملاحقة الحكومات في الدول الأخرى.
ويُسمى المركز الذي عُهد إليه بتلك المهمة، "مركز مينا"، ومقره في اسطنبول ويديره الدكتور صبري سميرة الذي عمل أستاذا للعلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة الأردنية وأسس وحدة ومؤسسة تسمى "الأمة" بهدف خلق كيان قوي لمسلمي وعرب أميركا وتحقيق كتلة تصويتية كبيرة لمساندة مرشحين يدعمون جماعة الإخوان ومواقفها في الدوائر الأميركية ولدى صناع القرار هناك.
ويُعد سميرة، نجله ابراهيم صبري سميرة، للترشح لانتخابات مجلس الشيوخ المقرر إجراؤها نوفمبر المقبل عن ولاية فرجينيا، وهو سيستعين بخبراء دوليين لوضع خارطة طريق تحقق للجماعة هدفها في العودة لمصر بعد سنوات وبرداء جديد، دون عقبات أو عوائق وبضغط دولي، وتعزيز قوتها لدى الحكومات وصناع القرار في الغرب وإعداد قيادات استراتيجية جديدة تتعامل مع الواقع الجديد ومتغيراته بطرق تحفظ ثوابت الجماعة وتحقق أهدافها دون خسائر.
ويتزامن ذلك مع ما تخطط له "جبهة أسطنبول"، في جماعة الإخوان، وهي إحدى الجبهتين المتنازعتين على قيادة الجماعة، باحتواء الخلافات مع "جبهة لندن"، وإعداد مشروع جديد لحماية ثوابت الجماعة ومبادئها وقواعدها التنظيمية في جميع أنحاء العالم.
وأطلقت الجبهة على المشروع اسم "رسوخ"، ويرتكز حسب تعليمات قادة الجبهة على الحفاظ على ثوابت الجماعة وأصولها وأركانها من كل أشكال تغيير هويتها أو محاولات تحويل مسارها، ونشر رسالة طمأنة لعناصرها على رسوخ الجماعة ومؤسساتها ورفع روح عناصرها المعنوية وسد الثغرات التي أفرزتها الأزمة الحالية والظروف التي مرت بها منذ العام 2011.
ويستهدف المشروع "حماية المنظومة الإخوانية واختراق المجتمعات مجددا وبرؤية جديدة تؤدي لكسب ثقة الشعوب وتصدر المشهد السياسي والقفز على الحكم ومنع التعرض لأي أزمات أو تكتلات دولية وإقليمية قد تمنع ذلك".
وكانت الجماعة قد تعرضت لضربات متتالية في مصر والسودان وتونس بعد وصولها للحكم في هذه الدول، وتعرضت لمصادرة والتحفظ على الكثير من شركاتها واستثماراتها وأموالها وهروب قياداتها لخارج بلدانهم، فيما تم سجن آخرين.
ومؤخرا وبعد فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية جديدة ورفض السلطات تجنيس العشرات من عناصر الجماعة أو منحهم الإقامة اضطرت الجماعة للبحث عن ملاذات جديدة وآمنة لهذه العناصر في دول شرق أوروبا وتحديدا البوسنة ومقدونيا.
المصدر: العربية نت