شدد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، ووزراء خارجية دول المجلس، ووزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، على ضرورة الامتناع عن جميع التدابير أحادية الجانب التي تقوض حل الدولتين، وترفع من وتيرة التوتر، والحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة في القدس، مؤكدين على الدور الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية في هذا الصدد.
وأكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، في بيان مشترك عقب اجتماع استضافته الرياض اليوم الخميس، التزامهما بالتوصل إلى سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط وفقاً لحل الدولتين، على أساس حدود عام 1967 وأي اتفاق بين الجانبين على تبادل الأراضي، وفقاً للمعايير المعترف بها دولياً ومبادرة السلام العربية.
وأعرب الوزراء عن تقديرهم لدور مصر الحاسم في التوسط بين الفصائل المسلحة في غزة وإسرائيل خلال الأعمال العدائية الأخيرة، مؤكدين أيضاً على أهمية دعمهم للسلطة الفلسطينية وتحسين نمط الحياة اليومية للفلسطينيين من خلال المساعدات الإنسانية والجهود الرامية إلى دعم الاقتصاد الفلسطيني، وأعاد الجانبان تأكيدهما على دعم السلطة الفلسطينية.
وشدد الوزراء على الأهمية الاستراتيجية للعلاقات التاريخية بين أمريكا ومجلس التعاون الخليجي ودوله، مؤكدين الالتزام المشترك بالبناء على إنجازات الاجتماعات الوزارية السابقة وقمة جدة التي عقدت في 16 يوليو 2022، بتعزيز التشاور والتنسيق والتعاون في المجالات كافة.
كما ركزوا على الشراكات الاستراتيجية الطموحة والمتنامية بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي والدول الأعضاء، الرامية إلى تعزيز السلام والأمن والاستقرار والتكامل والازدهار الاقتصادي في الشرق الأوسط.
ودعوا إلى خفض التصعيد في المنطقة، مؤكدين الالتزام المشترك بدعم الدبلوماسية لتحقيق تلك الأهداف، وأكدوا أهمية دعم الحقوق والحريات الملاحية والجهود الجماعية للتصدي للتهديدات التي تستهدف أمن السفن عبر الممرات المائية في المنطقة، فيما أكد بلينكن التزام الولايات المتحدة الدائم بأمن المنطقة، وإدراكها لدور هذه المنطقة الحيوي في الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية.
وتعهد مجلس التعاون والولايات المتحدة بالالتزام بحرية الملاحة والأمن البحري في المنطقة، وعزمهما على مواجهة أي أعمال عدوانية أو غير قانونية في البحر أو أي مكان آخر مما من شأنه تهديد الممرات الملاحية والتجارة الدولية والمنشآت النفطية في دول المجلس.
كما أكد الجانبان دعمهما لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مجددين دعوة إيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ورحب الوزراء بقرار السعودية وإيران باستئناف العلاقات الدبلوماسية، مؤكدين على أهمية التزام دول المنطقة بالقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة.
وفي الشأن السوري، أكد الوزراء الالتزام بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية بما يحفظ وحدة سوريا وسيادتها، ويلبي تطلعات شعبها، ويتوافق مع القانون الإنساني الدولي، بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن الدولي.
ورحب الوزراء بالجهود العربية لحل الأزمة بطريقة "خطوة مقابل خطوة"، بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254، على النحو المتفق عليه خلال اجتماع عمان التشاوري لفريق الاتصال الوزاري العربي المعني بسوريا في مايو الماضي.
وأكدوا مجدداً دعمهم للقوات الأميركية وقوات التحالف التي تعمل على تحقيق الهزيمة لتنظيم "داعش" في سوريا، وأدانوا جميع الأعمال التي تهدد سلامة وأمن هذه القوات.
وبخصوص السودان، أعرب الجانبان عن القلق البالغ إزاء اندلاع القتال مؤخرا في السودان، وأكدا دعم مجلس التعاون للجهود الدبلوماسية التي تقودها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في جدة، للتوصل إلى اتفاق بين القوات المسلحة السودانية وقوات "الدعم السريع" للتنفيذ الكامل لاتفاق قصير المدى لوقف إطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
كما أكدا مجدداً دعمهما للجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق وقف دائم للأعمال العدائية في السودان، وشددا على قناعتهما بأنه لا يوجد حل عسكري لإنهاء الصراع، وناشدا القوات المسلحة السودانية وقوات "الدعم السريع" إسكات أسلحتهم.
وعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والولايات المتحدة، احتماعا اليوم، في الرياض، برئاسة بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، وزير الخارجية بسلطنة عُمان رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي، وبمشاركة كل من الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، والشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح وزير الخارجية بدولة الكويت، ووزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي.
وكان لافتا مستوى التمثيل الاماراتي والبحريني في الاجتماع، إذ مثل الامارات الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان عضو مجلس الوزراء ووزير دولة بوزارة الخارجية بالامارات، ومثل البحرين الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة، وكيل وزارة الخارجية.
في غضون ذلك، عقد وزيرا الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والعراقي فؤاد حسين، اجتماعا اليوم في الرياض، استبقاه بالتأكيد على الشراكة القوية بين البلدين.
وقال بلينكن، في تصريحات صحفية قبيل عقد الاجتماع، "إن هناك شراكة قوية بين الولايات المتحدة والعراق وهي متجذرة في اتفاق الإطار الاستراتيجي، ونحن نعمل معا للتأكد من توسيع نطاق عملنا وتعزيز العلاقات بموجب إطار العمل ذلك، كما نعمل معا لتعزيز سيادة العراق وأمنه واستقراره لصالح الشعب العراقي والأمريكيين أيضا".
من جانبه، قال وزير الخارجية العراقي، إن الشراكة مع أمريكا تعتمد على نقاط عدة ، لافتا في هذا الصدد إلى الكفاح الذي خاضه البلدان في المعركة ضد "داعش".
وأعرب عن شكره للولايات المتحدة على الدعم المقدم للعراق في المعركة المشتركة ضد "داعش"، وقال: "لقد تغلبنا على داعش في العراق، وسنعمل معا للتغلب عليها في الدول الأخرى التي ما زالت تواجه تحديات مختلفة، ولكننا نستطيع التعامل معها".