أعلنت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، مساء أمس الخميس، تعليق محادثات جدة بين أطراف الصراع بالسودان، نتيجة الانتهاكات الجسيمة والمتكررة لوقف إطلاق النار.
وذكرت الدولتان الراعيتان لمباحثات جدة، في بيان باسمهما نشرته السفارة الأمريكية لدى السودان عبر موقع "تويتر": "تعلن السعودية والولايات المتحدة الأمريكية تعليق محادثات جدة بصفتهما المسهّلين (الرعاة)".
ووفق البيان السعودي الأمريكي: "يأتي هذا القرار نتيجة الانتهاكات الجسيمة المتكررة لوقف إطلاق النار قصير الأمد وتمديد وقف إطلاق النار المؤخر من قبل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع".
وأضاف البيان: "أعاقت تلك الانتهاكات إيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية التي هي هدف وقف إطلاق النار قصير الأمد".
وتابع: "المسهّلون يذكّرون الطرفين بأنهما لا يزالان ملتزمين بالتزاماتهما بموجب إعلان جدة في 11 مايو (أيار المنصرم)، للالتزام بحماية المدنيين في السودان وتمديد وقف إطلاق النار لمدة 5 أيام في 29 مايو".
كما أردف: "أن الرعاة أبلغوا الطرفين بالخطوات التي سيتعين عليهما اتخاذها لإثبات التزامهما الجاد بمحادثات جدة، واتخاذ إجراءات بناء الثقة التي يريدان تنفيذها من قبل الطرف الآخر قبل استئناف محادثات جدة".
وحرص على تأكيد استعداد الرياض وواشنطن لإعادة عقد محادثات جدة بمجرد أن يتخذ الطرفان "الخطوات اللازمة".
وقال إنهما: "على أهبة الاستعداد للعمل بجدية مع الطرفين لاستئناف محادثات جدة بمجرد اتخاذ خطوات يمكن إثباتها لتنفيذ الالتزامات لتمكين المساعدة الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية".
وأوضح البيان، أنه على الرغم من عدم تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل كامل، إلا أن وقف إطلاق النار الأول لـ 7 أيام أدى إلى بعض الانخفاض في القتال ومكّن من وصول المساعدات الإنسانية إلى حوالي مليوني سوداني".
واستطرد: "مع ذلك، فقد ارتكب الطرفان انتهاكات خطيرة لوقف إطلاق النار، وشمل ذلك احتلال منازل مدنية وشركات خاصة ومباني عامة ومستشفيات".
وزاد البيان: "كذلك الضربات الجوية والمدفعية والهجمات والتحركات المحظورة، وقد أثرت هذه الانتهاكات بشكل مباشر على جهود المساعدات الإنسانية".
ولفت إلى أنه منذ اندلاع الأعمال العدائية، أُبلغت الجهات الإنسانية عن سرقة 115 مركبة ونهب 57 مستودعًا و55 مكتبًا، وأنه خلال فترة وقف إطلاق النار مُنعت شاحنات المساعدات الإنسانية من المرور ونُهبت المستودعات في المناطق التي يسيطر عليها الطرفان.
كما أشار البيان إلى أن محادثات جدة تهدف إلى دعم جهود إقليمية وعالمية أوسع، بما في ذلك خارطة طريق لحل الصراع في السودان.
واتهمت الولايات المتحدة والسعودية طرفي النزاع بأنهما يدّعيان تمثيل مصالح الشعب السوداني، لكن أفعالهما زادت من معاناته وعرّضت الوحدة الوطنية والاستقرار الإقليمي للخطر، بحسب البيان السعودي الأمريكي المشترك.
وأعلن الجيش السوداني، الأربعاء الماضي، تعليق مباحثات جدة نتيجة عدم التزام قوات الدعم السريع بتنفيذ بنود الاتفاق واستمرار الخروقات.
وأعلنت السعودية والولايات المتحدة في 26 مايو المنصرم اتفاق طرفي النزاع في السودان على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بينهما، لمدة 5 أيام إضافية.
اقرأ ايضا: "روشتة أمريكا لإنهاء الحرب".. هذه بنود مسودة الاتفاق بين إسرائيل ولبنان
وتشهد مدن السودان منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح، معظمهم من المدنيين.