فيما كل أطياف العمل السياسي والحزبي والنقابي في مصر يجتمعون في بروج عاجية، ليديرون حوارا وطنيا هو أبعد ما يكون عن أولويات المواطن واهتماماته، هاجم بلطجية الجمعية العمومية لنقابة المهندسين، التي انعقدت أمس الثلاثاء، للاستفتاء على طرح الثقة في النقيب المهندس طارق النبراوي، في مشهد أكثر فجاجة من المشاهد التي كان اعتدها المصريون إبان عصر الرئيس الراحل حسني مبارك.
وكان مهندسون معارضون للنبراوي محسوبون على حزب "مستقبل وطن" (صاحب الغالبية البرلمانية والمقرب من مؤسسات الدولة)، طلبوا طرح الثقة في النبراوي في جمعية عمومية غير عادية، ووقعوا خطابا بهذا الشأن، وهو ما قبله النبراوي، ليحتشد أمس آلاف المهندسين في قاعة المؤتمرات في مدينة نصر شرق القاهرة، وسط تواجد أمني مكثف، وبدا من شعارات وهتافات المهندسين تقدم النبراوي بشكل كاسح، وتجديد المهندسين الثقة فيه.
وفيما لجنة قضائية تقوم بإجراءات الفرز التي أظهرت التقدم الكاسح للنبراوي، فوجئ المهندسون بعشرات البلطجية يقتحون قاعة الفرز في ساعة متأخرة مساء أمس، وسط رفض الشرطة والأمن الإداري في قاعة المؤتمرات التدخل لمنع التعدي على المهندسين، وانسحاب القضاة المشرفين على الانتخابات، بعدما اقتحم البلطجية حرم منطقة حفظ الصناديق وقاموا بتحطيمها وتمزيق أوراق الاستفتاء.
واستنكر مهندسون تلك الواقعة، وقاموا بتصوير مشاهد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وشوهد القضاة يخرجون من القاعة فيما بلطجية يمزقون أوراق الاقتراع، فيما انسحبت الشرطة والأمن الإداري من المشهد تماما، لتترك صناديق الاقتراع نهبا للبلطجية.
واتهم طارق النبراوي نقيب المهندسين، حزب "مستقبل وطن" بالوقوف خلف تلك الأحداث المؤسفة، وقال في فيديو بثه على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن قيادات في النقابة منتمية إلى الحزب هي من دبرت تلك الأحداث، مؤكدا رفض التدخل الحزبي في العمل النقابي، وطالب رئيس الجمهورية بالتدخل لإعلان النتيجة التي أظهرتها إرادة عموم المهندسين، والذين جددوا الثقة في نقيبهم.