طوى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، صفحة الخلاف بين بلاده والدول العربية، وخصوصا المملكة العربية السعودية، وبعض دول الخليج، بأن أكد في تصريح فور وصوله إلى جدة، اليوم الثلاثاء، على رأس وفد رفيع المستوى؛ للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية المقرر إقامتها يوم الجمعة المقبل في جدة، أن بلاده لا تنظر إلى الماضي وإنما إلى المستقبل.
وقال المقداد، في تصريح للصحافيين فور وصوله إلى جدة: "عنوان هذه القمة العمل العربي المشترك، والتطلع إلى المستقبل"، مضيفا: "نعبر عن سعادتنا بوجودنا في المملكة العربية السعودية، ونتمنى لهذه القمة كل النجاح، ونحن هنا لنعمل مع أشقائنا العرب على تحديد المعطيات لمواجهة التحديات التي نتعرض لها جميعاً".
وتابع المقداد، قائلا: "هذه فرصة جديدة لنقول لأشقائنا العرب: إننا لا ننظر إلى الماضي، وإنما إلى المستقبل، هناك الكثير من التحديات التي يجب أن نناقشها، ونحشد قوانا العربية لمواجهتها، ومنها قضية الصراع العربي الإسرائيلي ومسألة المناخ".
وأعرب المقداد عن تفاؤله بهذه القمة التي هي للعرب جميعا، ولمواجهة التحديات المشتركة، مضيفا: "نحن جاهزون للمساهمة مع الجميع لإيجاد وجهة نظر موحدة للتعامل مع حاضرنا ومستقبلنا".
وانطلقت اليوم أعمال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة السعودية، في مدينة جدة؛ للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية، المقرر غدا.
ويناقش المجلس، خلال الاجتماع، جدول أعمال القمة العربية ومشاريع القرارات للبنود المدرجة على مشروع جدول أعمالها والتي تتضمن عدة بنود رئيسية تشمل مختلف مجالات العمل العربي المشترك، في مقدمتها مستجدات القضية الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي، خاصة ما تتعرض له مدينة القدس المحتلة من انتهاكات جسيمة.
ومن أبرز القضايا التي ستسيطر على أروقة لقمة، استعادة سوريا، مقعدها في جامعة الدول العربية، بعد تبني وزراء الخارجية العرب، في اجتماع طارئ عقد الشهر الجاري، قرارا بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، بعدما علقت الجامعة عضوية سوريا في العام 2011، بالتزامن مع قمع النظام السوري، الاحتجاجات الشعبية حينها.
ويُتوقع حضور الرئيس السوري بشار الأسد قمة جدة، في ضوء تلقيه دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، للمشاركة فيها، بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
