مصر تؤكد ضرورة وقف إطلاق النار والعودة للحوار السياسي في السودان (محدث)

مشاركة
سامح شكري خلال الاجتماع الاستثنائي سامح شكري خلال الاجتماع الاستثنائي
القاهرة-حياة واشنطن 10:49 ص، 07 مايو 2023

أكد سامح شكري وزير الخارجية ورئيس الدورة 159 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، ضرورة العودة إلى الحوار السياسي في السودان ووقف إطلاق النار.

وأوضح شكري - خلال الاجتماع الاستثنائي لمجلس الجامعة العربية لمناقشة تطورات الوضع في السودان - أن مصر استقبلت 57 ألف مواطن سوداني منذ بداية الاشتباكات العسكرية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

اقرأ ايضا: الجيش اللبناني يعيد انتشاره في الجنوب مع بدء وقف إطلاق النار

وقال شكري - في كلمته - : "تود مصر أن تعرب عن تضامنها التام والكامل مع الشعب السوداني الشقيق في أزمته الحالية، والتي تفاقم من الأزمات المركبة والمتتالية التي يعاني منها السودان على مدار سنوات عدة، كما تؤكد استعدادها الدائم لتقديم كل أوجه الدعم للخروج من الأزمة الراهنة، والعودة بالسودان إلى مسار التهدئة والحوار السلمي، حقنًا لدماء الشعب السوداني.

وأعرب عن قلق بلاده العميق من استمرار المواجهات المسلحة والخرق المتكرر لإعلانات وقف إطلاق النار المتتالية، على النحو الذي يهدد بتدهور متسارع للأوضاع المعيشية الصعبة في السودان، الأمر الذي يعلى من أهمية تضافر كل الجهود العربية، في سبيل إعلاء مصلحة الشعب السوداني ووقف الأعمال العدائية والمسلحة الجارية، واللجوء إلى الحوار لمعالجة جذور الأزمة وحل الخلافات التي ساهمت في اندلاع الاشتباكات.

وتابع: "مصر بما لديها من تاريخ وروابط سياسية واقتصادية وإنسانية متجذرة مع السودان، حريصة كل الحرص على حقن دماء الشعب السوداني، وعودة الاستقرار والهدوء له، وتدعم كل الجهود اللازمة لإيجاد حل سوداني، مدعوم عربيًا، يضمن الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، والتعامل مع أزمته الحالية باعتبارها شأنًا داخليًا سودانيًا، وضرورة أن تتسم أي عملية سياسية في السودان بالشمول في تناول الملفات الشائكة والمتشابكة".

وأضاف شكري: "مصر تشدد في هذا الإطار على وجوب الحفاظ على تماسك مؤسسات الدولة في السودان وعدم تعرضها لخطر الانهيار، والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني تجنبًا لتأجيج الصراع وتهديد السلم والأمن الإقليميين، وبحيث نتجنب جميعًا، داخليًا في السودان، وكذلك إقليميًا ودوليًا، تكرار معاناة التجارب المزعزعة للاستقرار والسلم والأمن التي شهدناها ولا نزال في دول المنطقة".

وأوضح أن القاهرة قامت بجهود حثيثة واتصالات مكثفة مع كل الأطراف الفاعلة السودانية والإقليمية والدولية على مستوى كل من مسئولي الدول والمنظمات للتباحث حول سبل الخروج من الأزمة الحالية، كان آخرها الاتصال مع الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني الانتقالي، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع لمساعدة السودان في الخروج من محنته، وتوفير البيئة الملائمة لحل الخلافات من خلال الحوار.

وقال شكري: "مصر استقبلت بكل ترحاب منذ بداية الأزمة أكثر من 57 ألفًا من الأشقاء السودانيين، فضلًا عن مساهمتها في إجلاء أكثر من أربعة آلاف مواطن أجنبي فضلًا عن الرعايا المصريين بما يتجاوز ستة آلاف، الأمر الذي يعكس جانبًا هامًا من جوانب الأزمة وآثارها الإنسانية المرشحة للتفاقم حال استمرار التردي في الأوضاع في السودان الشقيق".

وجدد التشديد على ضرورة الوقف الفوري والعام والشامل لإطلاق النار في السودان، وضمان الالتزام به، وبما لا يقتصر هدفه على الأغراض الإنسانية، وذلك حقنًا للدماء السودانية وحفاظًا على أمن وسلامة المدنيين ومقدرات الشعب السوداني الشقيق.

وأكد أن دقة وخطورة الوضع الحالي في السودان، وما قد يكون له من تداعيات إقليمية، يحتم على كل الأطراف الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها دولنا العربية، أن توحد جهودها ومساعيها لمنح الثقل المطلوب للتحرك الجماعي الذي من شأنه التأثير على الأطراف المتنازعة وحثها على وقف أعمال الاعتداء والاشتباكات العسكرية، بما يكفل العودة إلى الحوار السياسي في السودان، وتجنب الانزلاق إلى وضع أمنى أكثر سوءًا وأشد خطورة على السودان وشعبه، وعلى دول جواره ومحيطه الإقليمي.

(لجنة سعودية مصرية)

وفي كلمته أمام الاجتماع الاستثنائي لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لمناقشة تطورات الأوضاع في السودان، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم، عن اختيار لجنة سعودية مصرية للتواصل مع أطراف النزاع في السودان.

اقرأ ايضا: إسرائيل تساوم فرنسا على حصانة نتنياهو مقابل دورها في وقف إطلاق النار

وأكد أبو الغيط أن الاجتماع يأتي في ظل وضع غير مسبوق في تاريخ السودان الحديث، فقد صارت العاصمة السودانية الخرطوم منذ 15 أبريل الماضي ساحة لمعارك دامية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.